أولاً: الحساسية الاستنشاقية 1ـ الأتربة المنزلية

تشمل الأتربة المنزلية كل ما يجمع من أتربة ناعمة من الحجرات المفروشة بالسجاد أو الموكيت ، ومن الستائر والأسرة والكراسي المنجدة وغيرها ، سواء بواسطة المكنسة الكهربائية أو بالطرق المعروفة الأخرى. إذن فتراب المنزل يحتوي على خليط من أتربة قطن التنجيند ، وصوف الغنم والإبل المصنوعة منه السجاجيد والبطاطين والموكيت، وفضلات وبقايا الحشرات المنزلية (البعوض ، الذباب ، الصراصير ، النمل) حيث تتحول هذه الحشرات في تراب المنزل حسب أنواع الحشرات الموجودة . ويحتوي تراب المنزل أيضاً على "عتة التراب" ، وهي كائنات حية مجهرية سوف نتعرض لها بالتفصيل نظراً لأهميتها.
كذلك يحتوي تراب المنزل على شعر الحيوانات المستأنسة (مثل القطط والكلاب) والقشور المتساقطة من جلودها ، وريش الطيور وبقايا طعامها وفضلاتها (مثل العصافير والحمام وغيرهما). كما تجد حبوب لقاح الأزهار طريقها من الجو الخارجي إلى داخل المنزل لتختلط بأتربته ، كذلك الحال بالنسبة لحويصلات الفطريات الجوية المختلفة.
وهناك فرق بين أتربة المنزل ، وبين الأتربة التي توجد بالمدارس وساحات اللعب ، إذ أن الأولى أكثر نعومة وأصغر حجماً مما يؤدي إلى سهولة استنشاقها.

وتعتبر "عتة تراب المنزل" من أهم مكونات الأتربة المنزلية . وهي عبارة عن كائنات حية صغيرة جداً لا ترى إلا بالمجهر (حجمها من 100 ـ 200 ميكرون ، والميكرون 0.001 من الملليمتر) ، وتعرف علمياً بالأكاروسات. وتترعرع هذه الكائنات في الأماكن الرطبة قليلة التهوية التي يعيش فيها عدد كبير من الناس ، وفي ظروف درجة حرارة تتراوح ما بين 25-30 درجة مئوية.

وهي تعيش على قشور جلد الإنسان الذي تتساقط طبقاته السطحية ويتم تجديدها باستمرار ، وعلى حويصلات الفطريات الجوية. وتوجد هذه الكائنات بكثرة في ملاءات ومفارش الأسرة والسجاد والموكيت. وهي تصيب الإنسان بحساسية بالجهاز التنفسي مثل حساسية الأنف، كما تلعب دوراً مهماً في ظهور بعض حالات إكزيما الجلد. ونظراً لصغر حجم فضلاتها ، فإنه يسهل استنشاقها ، مما يتسبب في حدوث أزمات ربوية وشرقة وسعال.



((نشير هنا إلى تجربة للدكتور/ أنيسة الحفني ، قامت فيها بالحصول على عينة من أتربة الأسرة والسجاد والموكيت بواسطة مكنسة كهربائية من بعض منازل القاهرة ، فوجدت أن الجرام الواحد من التراب المنزلي يحتوي على 2000-3000 فرد من هذه الكائنات ، ويزداد العدد بين الطبقات المحدودة الدخل حيث يقطن المنزل الواحد عادة عدد كبير من الأشخاص))



وينصح مرضى الحساسية وذويهم باتباع الإرشادات التالية للوقاية من خطر الأتربة المنزلية عموماً ، وعتة تراب المنزل بوجه خاص:

1ـ تموت عتة تراب المنزل تحت تأثير أشعة الشمس ، لذلك ينبغي وضع الملاءات والوسائد وأغطية الاسرة والبطاطين في الشمس عدة ساعات يومياً . وفي ظروف عدم سطوع الشمس (في الشتاء مثلاً) يمكن للكي بواسطة المكواة أن يفي بنفس الغرض.

وتجدر الإشارة إلى وجود طرق أخرى للقضاء على عتة المنزل ، مثل رش أو إضافة بعض المساحيق الكيميائية لبياضات السرير والسجاد والموكيت ،وهي طريقة مكلفة وقد تتسبب هي نفسها في حساسية. كما يمكن استخدام أكياس من مواد صناعية لتغليف المراتب والوسائد ، وهي بدورها مكلفة ولا يوجد ما يبرر استخدامها في البلاد المشمسة حيث إن التعرض لأشعة الشمس يكفي عادة للتخلص من عتة تراب المنزل.
2ـ ينبغي منع الأطفال من القفز واللعب فوق الأسرة حتى لا يسبب ذلك إثارة الأتربة في هواء الغرفة بما تحمله من عتة تراب المنزل.
3ـ ينصح المرضى بحساسية الجهاز التنفسي مثل حساسية الأنف والربو الشعبي ، بعدم ارتياد الأماكن التي ظلت مغلقة لفترات طويلة ، خاصة القريبة من شاطئ البحر. والمعروف أن الأتربة المنزلية بما تحويه من عتة تراب المنزل تكثر في هذه الأماكن المغلقة ، وهي السبب وراء حدوث أزمات الحساسية التي تصيب بعض الناس وتفسد عليهم متعة قضاء العطلة الصيفية بالمصايف. لذلك ينبغي أن يبادر شخص سليم غير مصاب بالحساسية بدخول هذه الأماكن أولاً ، ليفتح النوافذ ويشرع في تهوية الغرف وتغيير أغطية الفراش.......إلخ
4ـ يحظر تنظيف وتغيير أغطية الأسرة أو تنظيف السجاد والموكيت عند وجود المريض بالحساسية في نفس الغرفة، حتى لو تم هذا بالمكنسة الكهربائية. فالبر غم من أن المكنسة تقوم بشفط التراب ، فإنه تسبب في نفس الوقت في بعثرة الأتربة بالغرفة ، كذلك يراعي ألا يتم تغيير كيس المكنسة إلا بعد مغادرة مريض الحساسية للمكان.
5ـ يمنع الأطفال من اللعب فوق السجاد أو الموكيت ، ويفضل وضع حصيرة فوقها لمنع انتشار الأتربة في المكان.
6ـ تنصح السيدة ربة المنزل المصابة بحساسية بالجهاز التنفسي ، بأن تضع قناعاً على وجهها أثناء قيامها بأعبائها المنزلية ، وهو يباع جاهزاً في الصيدليات أو تصنعه بنفسها باستخدام شاش ورباط للتثبيت ، على غرار القناع الذي يصنعه الطبيب على وجهه أثناء إجراء العمليات الجراحية.
خريطة دليل الحساسية السابق