العوامل النفسية وأمراض الشرايين التاجية (2)


وتعتبر هذه التغيرات رد فعل طبيعياً للجسم عند التعرض لعوامل توتر ، وهي تستمر لفترة بسيطة وسرعان ما يعود الجسم لحالته الطبيعية ، ويصبح السؤال هنا : هل من الممكن أن تؤدي تلك التغيرات إلى أضرار بالجسم ؟
هذا ما سوف نحاول الإجابة عنه فيما يلي :
لقد أثبتت الدراسات أنه بالنسبة لارتفاع ضغط الدم فالتوتر قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت وغير مستمر في الضغط ولكن إذا كانت هناك عوامل مساعدة ، مثل العامل الوراثي أو زيادة في استخدام ملح الطعام ـ فالتوتر يصبح عاملاً مساعداً على الإصابة بارتفاع في ضغط الدم ، حيث تحدث بعض التغيرات في جدار الشرايين مما يؤدي إلى استمرارية ارتفاع ضغط الدم.
أما بالنسبة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية فإن البحوث العلمية أثبتت أن التوتر يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ، كذلك فإن التوتر قد يؤثر على ديناميكية تدفق الدم عبر الشرايين مما قد يؤدي إلى جرح بسيط في جدار الشريان التاجي ، وهذا يساعد على ترسيب الكولسترول في الشرايين ، كذلك فإن التوتر الحاد يعتبر من أهم العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بجلطة في الشريان التاجي في المرضى الذين يوجد عندهم أصلاً ضيق في أحد الشرايين ، حيث قد يؤدي التوتر إلى شرخ في غطاء هذا الضيق مما يكشف الكولسترول والدهنيات الموجودة فيه لكرات الدم الحمراء وصفائح الدم التي سرعان ما تترسب عليه وتتكون جلطة في الشريان تمنع تماماً تدفق الدم إلى عضلة القلب ، كذلك فإن التوتر قد يحدث نوعاً من الخلل في كهربية القلب مما يؤثر على ضرباته ، حيث تظهر بعض الضربات غير المنتظمة أو السريعة .
وقد أثبتت العديد من الدراسات أن التوتر الزائد قد يؤدي إلى موت مفاجئ حتى بدون وجود أي ضيق في الشرايين التاجية ، وذلك من خلال إفراز كميات كبيرة جداً من مادة الإبينفرين والتي قد تصيب خلايا عضلة القلب بإصابة مميته دون التأثير على الشرايين التاجية ، وبالطبع لا يحدث هذا إلا في حالات نادرة جداً.