أعراض التضخم الحميد


ننوه بما ذكرناه آنفاً من أن عدداً كبيراً من الرجال المصابين بالتضخم الحميد لا يشكون من أي أعراض وإنما يكتشف التضخم فيهم عند الفحص الدوري أو عند استشارة الطبيب لأي سبب آخر فإذا ألححنا على هؤلاء بالسؤال الدقيق والاستجواب التفصيلي فربما أقر بعضهم بوجود بعض الضعف في اندفاع البول ولكنهم يعزونه إلى كبر السن ولا يلقون له بالا ولاسيما أن هذا الضعف يحدث تدريجياً فلا يكاد المريض يلحظه.
والأغلب ألا يوصف لهؤلاء المرضى علاج وإنما ينصحهم الطبيب بمراجعته بين حين وحي لتتبع الحالة ويزودهم ببعض النصائح التي قد تفيد في تجنب حدوث مضاعفات.
أما غالبية المرضى فيشكون من أعراض بولية بدرجات متفاوتة وأول هذه الأعراض هو زيادة عدد مرات التبول عما اعتادوا عليه
من قبل وفي مبتدأ الأمر تتركز هذه الزيادة في الهزيع الأخير من الليل إذ ينهض المريض قبيل الفجر شاعراً برغبة ملحة في التبول ثم يعود إلى فراشه ليستأنف النوم ولكنه لا يلبث أن يعاوده هذا الشعور ويتكرر تبوله مرتين أو ثلاثاً ما بين الفجر وشروق الشمس وفي كل مرة يلاحظ أن ما تبوله إنما هو قدر يسير لم يكن من شأنه أن يسبب له هذا الإحساس الذي أقلق نومه وأقض مضجعه ومع التقدم التدريجي للحالة يمتد الشعور بالبول والمسارعة لدورة المياه ليشمل الليل ثم يزداد حتى يحدث نهاراً وفي جميع الأوقات وهنا يلاحظ المريض أنه في أثناء تأدية عمله يضطر إلى تلبية الرغبة الملحة في التبول مما يسبب له حرجاً اجتماعياً بالغاً وانخفاضاً في مستوى أدائه لعمله.
والعرض البولي الثاني هو ضعف تيار البول وتأخر انطلاقه يذهب المريض إلى دورة المياه معجلاً أن يندفع بوله بشدة تتناسب مع شعوره بامتلاء المثانة ثم يتعجب من أن البول لم ينزل كما كان يتوقع وإنما تلكأ عشر ثوان أو عشرين ثانية ثم بدأ يتقاطر ضعيفاً متكاسلاً أو الأمر ثم يسترد قوته بعد حين.
بعض المرضى يشكون من فقدانهم قدرتهم على التحكم في البول فهو يفلت منهم مبللاً ثيابهم دون أن يملكوا له ضبطاً أو إيقافاً هؤلاء هم المرضى الذين لم يشعروا من قبل بما يدفعهم لاستشارة الطبيب وقد ازداد حجم البول المتبقى لديهم حتى أصبحت المثانة بالونا كبيراً ممتلئاً بالبول حتى أن الطبيب ليحسها وقد برزت من الحوض وارتفعت في أسفل البطن فوق العانة حتى قاربت السرة وربما كان بها لتر وأكثر من البول المحتجز.
ولما كان هذا العجز المتزايد يحدث تدريجياً فقد لا يشعر به المريض إلا بعد أن يتحول الأمر إلى طفح للزائد يتكرر ثم يتواصل حتى يصبح سلساً بولياً ووجه الخطورة في هذا النوع من المرضى هو ما يحدث فيهم من انتقال ضغط البول من المثانة الفاشلة إلى الحالبين وحوض الكلية وتمددهما بما يتراكم فيهما من بول محتجز فتتدهور وظائف الكلية كما يتبين من ارتفاع نسبة الكرياتينين و البولينا في الدم وهو ما يعرف باسم القصور الكلوي أو الفشل.
وربما تتم هذه التطورات الخطيرة والمريض ساه في غمرة ولا ينتبه إلى ما يحدث إلا حين يصبح الفشل الكلوي حقيقة واقعة متمثلة في انعدام الشهية و القئ المتكرر وفقدان الوزن والدوار في اليقظة والأرق في الليل وغير ذلك من أعراض الخطر الوشيك.

خريطة دليل البروستاتا السابق