المستقبل


وهكذا عرفنا كيف أن مرض الشرايين التاجية قد أصبح منتشراً بصورة مفزعة واصبح يصيب الكبار والصغار ،وأن هناك عوامل تزيد من احتمالات الإصابة بضيق في الشرايين التاجية ، وقد أثبتت البالون كفاءته في توسيع الضيق بطريقة سهلة بحيث يستطيع المريض أن يخرج من المستشفى خلال 24 ساعة ويعود لعمله بعد يومين أو ثلاثة أيام مما يعتبر تقدماً كبيراً عما قد يتعرض له عند إجراء التدخل الجراحي ، وفي حوالي 80% من الحالات يكون التوسيع بالبالون مع تركيب دعامة ـ إذا احتاج الأمر ـ هو الحل النهائي ، و في النسبة الباقية قد يحتاج الأمر إلى إعادة التوسيع مرة ثانية ، ومازالت في الأفق بحوث كبيرة في هذا المجال ، فإذا نظرنا إلى مجمل البحوث المقدمة في مؤتمرات القلب العالمية كل عام فسوف نجد أن هذا المجال يستحوذ على نصيب الأسد من البحوث والتي يتركز أغلبها على إيجاد وسيلة لمنع عودة الضيق ، ورغم اختراع العديد من الأجهزة مثل الشنيور والليزر فإنها لم تثبت كفاءة في التعامل مع هذه المشكلة حتى الآن ، وتوجد حالياً بحوث كثيرة لاستخدام العديد من الأدوية والمستحضرات الطبية ، منها العديد الذي أثبت كفاءة عند تجربته على الحيوانات وبقى أن تجري البحوث المتقدمة على البشر لإثبات صلاحيتها .
كذلك فإن آخر التطورات هي إجراء التوسيع بالبالون أو الدعامة ثم تعريض الشريان للإشعاع من نوعية بيتا أو جاما ، وقد أثبتت النتائج الأولية بعض النجاح ، وهناك آمال كبيرة معقودة على تلك الوسيلة للقضاء على احتمالات عودة الضيق بعد التوسيع .
كما حدث مؤخراً اتجاه حديث في التعامل مع هذا المرض حيث تجري حالياً أبحاث بهدف خلق قنوات غذائية في عضلة القلب مباشرة بعيداً عن الشرايين التاجية وذلك إما عن طريق الهندسة الوراثية ، أو من خلال شعاع ليزر يوجه إلى عضلة القلب مباشرة ، لكن مازالت تلك البحوث في بدايتها وإن كانت النتائج الأولية مبشرة إلا أنها لازالت في بدايتها .