وللأسف فإن نسبة كبيرة من المرضى لديها اعتقاد خاطئ بأن الجراحة تعتبر حلاً نهائياً لأمراض شرايينهم مع أنها بالقطع ليست كذلك حيث إن ترسيب الكولسترول والدهنيات في جدار الشرايين يعتبر مرضاً مزمناً أي مستمراً ، ولا تتوقف عملية الترسيب هذه بعد إجراء الجراحة بل إنها قد تزداد نسبياً !!! حيث يستمر ترسيب الكولسترول على الشريان التاجي وأيضاً على الوصلة الجراحية ، الموقف هنا يختلف مثلاً عن جراحة تجري لإزالة الزائدة الدودية ، فهنا تنتهي إلى الأبد أعراض الزائدة ولا تعود أبداً بعد الجراحة واستئصال الزائدة ، ولكن الوضع يختلف بالنسبة لزرع الشرايين التاجية ، فالجراحة تعتبر حلاً مؤقتاً وليس نهائياً ، ولذلك يجب الاهتمام بالسيطرة على كل العناصر المؤثرة على الشرايين التاجية مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول وذلك للإقلال من احتمال إصابتها بضيق وعودة الأعراض مرة ثانية ،وبالتالي يصبح السؤال : وما هو العمر الافتراضي للوصلات الجراحية ؟
الحقيقة أن العمر الافتراضي للعملية مرتبط بعدة عوامل من ضمنها حالة الشرايين التاجية عند إجراء الجراحة ، فكلما ساءت حالة الشرايين قبل الجراحة بمعنى انتشار المرض في أجزاء كثيرة من الشريان كلما قل العمر الافتراضي المتوقع للوصلة ، كذلك يعتمد العمر الافتراضي على نوعية الوصلة نفسها ، فإذا تم أخذ الوصلة من شريان الثدي يزداد العمر الافتراضي حتى يصل إلى حوالي 10ـ 12 سنة حيث يعمل هذا الشريان بكفاءة عالية جداً ، ولكن إذا تم استخدام أحد أوردة الساقين كوصلة فإن العمر الافتراضي إلى حوالي النصف بما يعادل حوالي 5ـ7 سنوات فقط ، وذلك يحدث لإصابة هذا الوريد بترسيب الكولسترول والدهنيات مما يؤدي إلى حدوث ضيق مؤثر يعوق تدفق الدم ، وعادة ما يستخدم الجراح أثناء العملية وريد الثدي الأيسر ويتم توصيله بالشريان الأهم وهو عادة الشريان الأيسر ثم يستخدم من 1ـ4 وصلات جراحية مأخوذة من أوردة الساق لباقي الشرايين على ضوء ما تحتاجه الحالة.
وبذلك يمكن أن نلخص الموقف بأن نقول إنه بعد حوالي 7 سنوات إذا كان المريض قد أجرى عملية زرع 4 وصلات جراحية (شريان من الثدي وثلاثة أوردة من الساق) فإن مصير الوصلات سوف يكون كالآتي :
ــ وصلة تعمل بكفاءة تامة (شريان)
ــ وصلة تعمل بكفاءة تامة (وريد)
وصلة مسدودة تماماً (وريد)
وصلة تعمل ولكن يوجد بها ضيق مؤثر (وريد)