الأعراض والمسببات

تعتبر الكيماويات من أهم مسببات الحساسية في حالات التهاب الجلد التماسي. فعند تعرض جلد الإنسان لإحدى هذه الكيماويات ، فإنها سرعان ما تتحد مع بروتينات طبقة البشرة (الطبقة الخارجية للجلد) وتكون أنتيجينا يسبب إثارة الجهاز المناعي في الجلد ، فتبدأ مجموعة من التفاعلات المناعية تؤدي إلى حدوث التهابات وأضرار بخلايا طبقة البشرة وما تحتها من أنسجة . ويظهر طفح جلدي أحمر شبيه بطفح الإكزيما ، ويصحبه تورم بأنسجة الجلد وحبيبات وبثرات قد تتحوصل وتفرز سائلاً. ويعاني المريض في هذه الحالات من حكة جلدية شديدة. وبمضي الوقت قد تجف البثرات والحويصلات وتظهر مكانها قشور. أما إذا أصبح الطفح مزمناً، فإن الجلد يتعرض لما يطلق عليه "فرط التقرن" وتظهر الشقوق على سطحه.
ويلاحظ أن الطفح الجلدي يختفي في مظهره وموضعه على الجلد باختلاف المادة الكيميائية المسببة للحساسية والمكان الذي تلامس فيه الجلد باستمرار.
وجدير بالذكر أن معظم الكيماويات المسئولة عن ظهور هذا النوع من أمراض الحساسية ، يشيع استخدامها في حياتنا اليومية وفي كثير من الصناعات المختلفة ، كصناعة مستحضرات التجميل والصناعات الدوائية وغيرهما.
فهناك مادة كيميائية كالفورمالدهيد تدخل في صناعة شامبوهات الشعر ومزيلات رائحة العرق ومعاجين الأسنان، والمبيدات الحشرية والفطرية ، ومواد الصباغة الكيميائية للأقمشة ، وصبغات الشعر ـ وفي هذه الحالة الأخيرة قد تسبب في ظهور الأعراض في فروة الرأس أو حول العينين وفي الوجه.
وهناك الكيماويات المستخدمة في دباغة الجلود والصناعات الجلدية المختلفة مثل الأحذية والأحزمة والحقائب ،وهي تسبب في ظهور الحساسية بالقدمين واليدين والوسط.
أما المواد الكيميائية التي تضاف إلى أنواع الصابون المستخدم في غسيل الملابس وأواني الطهي ، أو في تنظيف الأرضيات والحمامات ، فهي تسبب ظهور التهابات الحساسية بأصابع اليد. وتعاني ربات البيوت بالذات من هذه الالتهابات التي تكون مؤلمة وتصحبها حكة شديدة ونز ، وتعرف هذه الحالة بــ"يد ربة المنزل" . وتنصح السيدة في هذه الحالة باستعمال قفاز طبي أثناء أدائها للواجبات المنزلية ، وأن تلجأ لأنواع الصابون المحتوية على كيماويات مخففة ، على أن تداوم على غسل يدها بالماء وتجفيفها جيداً في كل مرة تستعمل فيها هذه الأنواع من الصابون.
وهناك أيضاً مواد كيميائية حافظة تدخل في صناعة مستحضرات التجميل ومعظم الصناعات الغذائية ،وصناعة العقاقير الطبية المستخدمة موضعياً.
كما يتعرض كثير من العاملين في صناعة الكيماويات وصناعة مواد البناء كالأسمنت والجير والبويات وغيرها ، لهذا النوع من إصابات الحساسية.
ولا يقتصر الأمر على الكيماويات ، بل إن المصنوعات المعدنية التي لا يخلو منها أي بيت تشكل أحد المسببات المهمة لالتهاب الجلد التماسي.
فهناك المقابض المعدنية للأبواب ، ومشابك الشعر والملابس ، وهي تحدث طفحاً والتهاباً جلديا في الأماكن التي تلامسها من جلد الإنسان مثل بطن اليد وفروة الرأس وظهر الجسم (في حالة استعمال المشابك المعدنية في الملابس الداخلية للسيدات).
حتى أنواع الحلى المختلفة التي تتزين بها المرأة مثل الحلقان والأساور والعقود المصنوعة من معادن مختلفة ، بما فيها الذهب والفضة أحياناً ، قد تسبب ظهور طفح الحساسية خلف الأذنين أو حول المعصم أو بالرقبة.
خريطة دليل الحساسية السابق