جـ ـ العلاج

علاج اليرقان يتوقف على سببه ، الأنيميا التحللية لها نقل الدم ، واستئصال الطحال في حالات فرط الطحالية ، وتجنب الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي تزيد من شدة الأنيميا ، الالتهاب الكبدي ، الحاد والمزمن ، أسبابه معروفة وعلاجه ذكرناه من قبل (الامتناع عن الكحول للمدمنين ، مضادات الفيروسات لالتهاب الكبد الفيروسية المزمنة ، الكورتيزون للالتهاب المناعي ) اليرقان الانسدادي يختلف علاجه باختلاف سببه ، فللحصيات المرارية المنظار والمشرط ، وللأورام وتضييق القنوات غرس أنبوب يفك احتباس اليرقان ، أو توصيل المرارة بالأمعاء ، ونقف كثيراً عاجزين عن الاستئصال الجذري .
وفي كل الحالات نحتاج إلى العلاج الملطف : غذاء قليل الدهنيات ولكنه واف باحتياجات الجسم ، تعويض الفيتامينات الناقصة (أ،د،هـ) عن طريق الحقن ، وكذلك فيتامين ك1 لتصحيح سيولة الدم ، دواء "كولستيرامين" لعلاج الحطة (الهرش) في حالات اليرقان الانسداد ، المسكنات لألم السرطان الذي لا استئصال له .
من كل أعراض الكبد ،و "أخواته"(المرارة ، القنوات المرارية ، البنكرياس) يظل اليرقان علامته المميزة والرئيسية ، ويظل تشخيص سببه ونوعه التحدي الحقيقي للطبيب الحاذق ، فأسباب اليرقان متعددة ومتنوعة , وفحوصه عشرات وعشرات ، لا عجب إذا لجأنا ، في نهاية القرن العشرين إلى الاستعانة بالكمبيوتر لتشخيص اليرقان ، فقد قامت به مجموعة في وحدة الكبد بمستشفى "كنجزكولدح" بلندن وعاصرت أنا جانباً منها ، وكان الهدف هو تشخيص سبب اليرقان من بين 11 مرضاً محتملاً ، وذلك خلال 48 ساعة من دخول المريض إلى المستشفى ، أجرى البحث على 309 مرضى ،واستعان الكمبيوتر بــ102 علامة مستقاة من تاريخ المرض ، ومن الفحص الإكلينيكي ، ومن التحاليل المعملية ، نجح الكمبيوتر في التشخيص الصحيح في 89% من الحالات ، ثم طلب إليه أن يختار بين العلاج الباطني والعلاج الجراحي فكان قراره مصيباً في 94% من الحالات ، وقورنت نتائج الكمبيوتر بنتائج طبيبين خبيرين في أمراض الكبد ، فكانت النتائج متطابقة . إن الاعتماد علي الكمبيوتر في التشخيص ، وفي اتخاذ القرار آخذ في الانتشار وإن غداً لناظره قريب .
التالي
خريطة دليل الكبد السابق