الأدوية العشبية في علاج التضخم الحميد(1)


نادراً ما نصادف في المراجع العلمية من كتب أو دوريات أية إشارة إلى مجموعة الأدوية النباتية الأصل التي يصفها كثير من الأطباء لمرضى التضخم الحميد ويبدو كما لو كان هناك تجاهل متعمد لهذه المجموعة رغم انتشار استعمالها.
وكلمة "دواء عشبي" تترك في نفس السامع لها انطباع يختلف من واحد لآخر فالبعض ينفر منه و يستهين بها لتصور غير محدد
المعالم يربط بينها وبين الوصفات الشعبية والأساليب المتبعة في عصور قديمة والبعض الآخر يرحب بها مطمئناً إلى أنها ليست بذات آثار جانبية وأنها نتاج طبيعي لا يمكن أن يضر متعاطيه وغالباً ما يكون في خلفيته الفكرية أن الذي خلق الداء قد أنزل له الدواء ومبلغ تصوره أن إنزال الدواء يعني وجوده بغير تدخل الإنسان وانشقاق أرض الصحراء عنه وهذا الأخير تصور ساذج فكل ما استحدث الإنسان وابتكر واجتهد لإنتاجه إنما هو مما أنزل الله حتى السيارة والصاروخ والطائرة .
وإن أول ما وصل إلينا من هذه المجموعة في مصر هو عقار مستخلص من نبات "قرع العسل" وكان اكتشافه في المجر حيث بدأ استعماله كدواء لخفض الكوليسترول ينصح به مرضى تصلب الشرايين ولما كان أغلب المرضى الذين استعملوه من كبار السن فقد كانت بينهم نسبة كبيرة من الذين يعانون في الوقت نفسه من التضخم الحميد وقد لاحظ هؤلاء تحسناً ملحوظاً في الأغراض التي يعانون منها فقلت مرات التبول وحسن اندفاع البول.
وكان ذلك حافزاً إلى استعماله في حالات التضخم ابتداء وما لبثت شركات الدواء أن وجدت أعشاباً أخرى مختلفة لها التأثير نفسه فبدأ هي الأخرى وتكاثرت الأسماء ونذكر منها : اليبيون والتادينان والبرميكسون والبروستات وغيرها وكل هذه الأدوية تؤخذ عن طريق الفم ولاشك في أن التجربة قد أظهرت بعض التحسن لدى بعض المرضى وهو أمر لا ينكره منصف ولكن القرار العلمي النهائي فيما يتعلق بتأثير عقار بذاته على حالة مرضية بعينها إنما يستند دائماً إلى البحوث التي تحدد التركيب الكيميائي للمادة الفعالة وتتبع ما يحدث لها من تغيرات بعد تناولها سواء في الجهاز الهضمي أو الكبد أو الدم أو عند وصولها للنسيج المستهدف وطريقة تأثر هذا النسيج بها بتفصيل دقيق كما ترصد الآثار الجانبية على جميع أجهزة الجسم الأخرى وكذا يقيم العلاج من حيث فاعليته واستجابة المرض لتأثيره.

خريطة دليل البروستاتا السابق