الأدوية العشبية في علاج التضخم الحميد(2)


وفي حالة التضخم الحميد مثلاً ، لا يكفي بقول المريض إن حالته تحسنت بعد تعاطي الدواء وإنما يلجأ للوسائل الموضوعية مثل تدوين عدد مرات التبول وقياس شدة تيار التبول وعادة ما تقارن حالة المجموعة التي تتعاطاه بمجموعة أخرى تعاني من الأعراض
نفسها ولا تتعاطاه ويسجل الفارق بينهما.
وقد بدأت الشركات المنتجة للأدوية العشبية تتسابق في ملء هذا الفراغ ففي بعض النشرات ينسب التحسن إلى تأثير الدواء المثبط للخميرة المختزلة للتستوستيرون وفي بعضها إلى إزالة المضاعفات الالتهابية (وبذا تمتد دواعي الاستعمال لتشمل حالات التهاب البروستاتا) وفي البعض الآخر يعلل التحسن بالتأثير على عضلة المثانة المضطربة(وبذا يمتد الاستعمال ليشمل بعض الإناث) وربما كان القرار العلمي في حاجة إلى مزيد من الوقت حتى يتحدد ولكن هذا لا يمنع من التسليم بأن بعض المرضى يتحسنون فعلاً من جهة الأعراض.
ولا جدال في أن ثبوت فاعلية الأدوية النباتية سيكون أمراً يدعو إلى التفاؤل فهي قليلة الآثار الجانبية التي تنحصر في بعض اضطرابات القناة الهضمية ولا تؤثر تأثيراً سلبياً على الناحية الجنسية كما أنها وإن لم تكن زهيدة السعر فهي أقل تكلفة من الأدوية الكيميائية المستعملة حالياً في العلاج.
ولاشك في أنه لا محل للعلاج الدوائي كله في الحالات الشديدة أو المصاحبة بالمضاعفات كالاحتباس المتكرر أو النزيف أو الحصوات أو العدوى الميكروبية ، فكل هذه تشكل دواعي الجراحة الواضحة ، كذا ينبغي أن نحذر من استعمال الأدوية النباتية بدون تشخيص دقيق معتمدين على قلة آثارها الجانبية ،إذ إن إهمال الوصول لتحديد تام للمرض قد يصرف النظر عن وجود حالات مرضية أخرى خطيرة لا تتحمل إضاعة الوقت بأعشاب أو بلا أعشاب.

خريطة دليل البروستاتا السابق