عوامل تساعد على قصور الشرايين التاجية :رابعاً ارتفاع السكر في الدم (1)


وهذا المرض يحدث نتيجة لخلل في تكسير النشويات في الجسم ، مما يؤدي إلى ظهور كميات كبيرة من السكر في الدم والبول ، وإذا لم يتم علاجه فإن آثار هذا المرض تصل حتماً إلى القلب والكلى ، والساقين ، والعيون ، ومن الممكن أيضاً أن يسبب أضرار جسيمة للمرأة الحامل ولجنينها .
وهناك نوعان من هذا المرض : النوع الأول يظهر في الأطفال وصغار السن ، وهو مسئول عن حوالي 10ـ15% من إجمالي الحالات ، ويعتبر أسرع وأعنف في أضراره ، أما النوع الثاني فيحدث بعد سن الأربعين ويمثل النسبة العظمى من الحالات ، وتكون سرعة تطور المرض هنا أقل منها في النوع الأول .
وارتفاع نسبة السكر في الدم قد تنتج عنه مضاعفات كثيرة ، مثل التأثير على وظائف الكلى مما قد يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي ، والتأثير علي البصر مما يؤدي إلى العمى ، ونتيجة لتأثر ارتفاع السكر المزمن على الدورة الدموية قد يحدث ضيق وانسداد في شرايين الأطراف مثل الساقين ، وقد تتبعه غرغرينا مما قد يحتم إجراء بتر لأحد الأصابع أو للقدم إذا احتاج الأمر ، كذلك قد تحدث مضاعفات للدورة الدموية للمخ مما قد يؤدي إلى حدوث جلطات به ، وكذلك جلطات في الشرايين التاجية للقلب ، ونظراً لانتشار هذا المرض وكثرة المضاعفات الناتجة عنه فإن تحليل السكر في الدم يعتبر من الاختبارات المهمة جداً حيث كان يتم تشخيص المرض إذا كان مستوى السكر في الدم أكثر من 140مجم لكل ديسيلتر ، ولكن في منتصف عام 1997 قررت الجمعية الأمريكية لأمراض السكر في اجتماع مع الجمعية الدولية لأمراض السكر أن يقل هذا الرقم بحيث يصبح 126مجم/ديسيلتر ، وأن المستوى المثالي لابد وأن يقل عن 110 مجم فقط وذلك عن طريق مراعاة الأكل الصحي ومزاولة الرياضة بانتظام.
وجدير بالذكر أن ارتفاع نسبة السكر بالدم يعد من أكثر الأمراض انتشاراً ، حيث يصيب نسبة كبيرة من المرضى ، وللأسف فإن أحد تأثيراته السيئة تكون على الشرايين عامة والشرايين التاجية خاصة ، حيث يؤدي إلى تجريح في جدار الشريان مع إصابة الشريان بنوع من الالتهاب ، مما يساعد على ترسيب الكولسترول والدهنيات على الجدار الداخلي للشريان ويعجل بالإصابة بأمراض الشرايين التاجية .