عوامل تساعد على قصور الشرايين التاجية :رابعاً ارتفاع السكر في الدم (2)


وتأثير ارتفاع نسبة السكر بالدم على الشرايين بالتاجية يتميز ببعض الخصائص ذات الأبعاد الخطيرة ، فهو عادة لا يصيب جزءاً معيناً من الشريان كما يحدث مع بقية العوامل المساعدة الأخرى ، ولكنه في الغالب يصيب مساحة طويلة من الشريان ، وبالطبع يكون التأثير أكبر على العضلة مما يصيبها باضرار بالغة ، كذلك فإن هذا المرض كثيراً ما يصيب الجزء الأدنى من الشريان مما يسبب مشاكل كبيرة للجراح عند الحاجة لإجراء جراحة ، كما أن انتشار المرض في جزء كبير من الشرايين قد يجعل إجراء الجراحة أمراً مستحيلاً ، وإذا تمت فإن فترة النقاهة قد تطول نظراً لبطء التئام الجرح مما يساعد على حدوث مضاعفات ، ولكل تلك الأسباب عادة ما تكون النتائج المرجوة للجراحة في هذه الحالات أقل منها في الحالات الأخرى ، لذلك فإن التعامل مع المرض أصعب بكثير من الوقاية منه إذ إن الوقاية تمنع كل تلك المشاكل التي تعرض حياة المريض لأخطار جسيمة .
كذلك فإن ارتفاع نسبة السكر في الدم له تأثير مباشر على عضلة القلب ، حيث قد يؤدي إلى ضعف وهبوط في أداء عضلة القلب ، وبالتالي فإن المتابعة الجيدة للسكر والالتزام بالعلاج سواء بالفم أو بحقن الأنسولين تحت الجلد مع إجراء التحاليل بانتظام يقلل إلى درجة كبيرة من احتمالات المضاعفات ، ومن المشاكل الخطيرة التي كثيراً ما تواجه مريض السكر أنه قد يتعرض للإصابة بجلطة بالشريان التاجي دون أن يشعر بها على الإطلاق مما يعد شيئاً بالغ الخطورة ! ، فمن المعروف أنه عندما يحدث انسداد تام في الشريان التاجي ينقطع الدم عن الوصول إلى جزء من القلب ، فيشعر المريض بالآلام الحادة في الصدر ، ورغم شدة الألم وخطورة الموقف فإن الألم هنا يمثل جهاز إنذار للمريض ، إذ أنه يلفت نظر المريض إلى وجود خلل في القلب وإنه في حاجة إلى العناية الطبيعة المكثفة ، وبالتالي يتجه المريض إلى أقرب مستشفى بها غرفة عناية مركزة حيث يتم التعامل مع الموقف ، ليس فقط بغرض الحد من شدة الألم ولكن أيضا لإنقاذ الجزء المهدد من القلب ، أي أن الألم هنا أصبح رغم قسوته شيئاً مفيداً للمريض ، ولكن للأسف عند المريض بالسكر يصبح هناك خلل في جهاز الإنذار هذا ، ولذلك يمكن أن يتعرض المرضى لانسداد تام في الشريان التاجي(أي جلطة في القلب) بدون أن يشعر المريض بأي أعراض ، ومن ثم لا يسعى للذهاب إلى المستشفى وطلب أية رعاية ، مما يحرمه فرصة الحصول على العناية اللازمة في الوقت المناسب ، هو ما قد يؤدي إلى مضاعفات وخيمة وجدير بالذكر هنا أن السيطرة على نسبة السكر في الدم تستطيع أن تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية وعواقبها الخطيرة .
وبالنسبة للمرضى الذين تم إجراء جراحة لزرع الشرايين التاجية بنجاح ، فإن عدم السيطرة على السكر تعد من أهم عوامل إعادة الإحساس بالمرض ، وتساعد على انسداد الأوردة  المزروعة مما يعرض المرضى لمضاعفات جسيمة ولذلك يجب المتابعة بانتظام مع الطبيب والالتزام بالعلاج الذي يقرره.