المرأة وأمراض الشرايين التاجية (1)


ظهر مؤخراً في الأوساط الطبية اهتمام شديد بظاهرة انتشار أمراض الشرايين التاجية عند المرأة ، فقد كان هناك اعتقاد في الماضي أن أمراض الشرايين التاجية تظهر فقط عند الرجال ولكن التقدم العلمي في العناية الصحية الذي جعل متوسط عمر البشر يرتفع بالمقارنة بالماضي ، أدى أيضاً إلى ارتفاع معدل ظهور أمراض الشرايين التاجية بين النساء ، ولكن اكتشفت في السنوات الأخيرة ظاهرة جديدة هي الانخفاض النسبي في معدل السن عند تشخيص هذا المرض عند النساء .
ومن المعروف أن النساء عامة عندهن نوع من الحصانة من الإصابة بأمراض قصور الدورة التاجية قبل انقطاع الدورة الشهرية حيث تقل احتمالات الإصابة بهذا المرض بنسبة 1:6 بالنسبة للرجال من نفس السن ولكن تزيد احتمالات الإصابة بالمرض عند المدخنات أو المصابات بأمراض السكر وارتفاع معدل ضغط الدم ، ثم يرتفع معدل الإصابة بشدة بعد انقطاع الدورة الشهرية حيث تزيد احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية تدريجياً حتى تصبح تقريباً متساوية مع الرجل بعد سن الخامسة والستين .
ويعتبر هرمون الأنوثة المسمى بالإستروجين مسئولاً عن حماية المرأة من أمراض الشرايين التاجية حيث يؤدي إلى ارتفاع معدل الكولسترول المفيد بالدم (HDL) ، أما بعد انقطاع الدورة الشهرية للمرأة فيحدث انخفاض كبير في معدل هرمونات الأنوثة بما فيها الاستروجين مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الكولسترول الضار وانخفاض معدل النوع المفيد ، كذلك تحدث بعض التغيرات في جدار الشرايين التاجية مما يزيد من احتمالات ترسيب الكولسترول عليها ، ومع الزيادة في ظهور المرض بين النساء بدأت الأبحاث الطبية تركز على الفروق بين الرجال والنساء ، وأظهرت النتائج الأولية لتلك البحوث بعض الحقائق المخيفة حيث لوحظ أن المرض يكون أكثر انتشاراً وتقدماً عند النساء بالمقارنة بالرجال .
كما لوحظ أيضاً أن احتمالات المضاعفات أكثر وأكثر ! كذلك فإن احتمالات المضاعفات عند الإصابة بجلطة في الشريان التاجي أكثر أيضاً! أما عند الاتجاه إلى العلاج بالجراحة فإن النتائج ليست في نفس درجة مثيلتها عند الرجال ، نظراً لعدة عوامل ، أهمها ان قطر الشريان التاجي أصغر عند النساء مقارنة بالرجال مما يزيد من صعوبة إجراء العملية ،ونظراً لتلك الاكتشافات المهمة كثف الأطباء بحوثهم لتحديد أسباب هذه الظواهر .