المرأة وأمراض الشرايين التاجية (2)


توصلت البحوث إلى بعض الحقائق المهمة
أولاً : غالباً ما يتم اكتشاف المرض في المراحل المتأخرة عند النساء بالمقارنة بالرجال ، والسبب في ذلك أن أعراض المرض تختلف في حدتها عند النساء كما أن بعض الأعراض كثيراً ما تتداخل مع الأعراض التي تحدث بعد انقطاع الدورة الشهرية مما قد يقلل من احتمالات الاكتشاف المبكر للمرض ويساعد على انتشاره .
ثانياً : نظراً لتشابه أعراض الذبحة الصدرية مع بعض الأمراض الأخرى فإنه كثيراً ما يحدث نوع من التداخل بين الشكوى التي يكون مصدرها القلب وبين تلك التي تحدث لأسباب أخرى ، مما يعقد عملية التشخيص المبكر للحالة ، فمثلاً من المعروف أن أمراض المرارة منتشرة بين النساء وأعراضها قد تتشابه مع أعراض الذبحة الصدرية .
ثالثاً : النساء أقل استعداداً لإجراء الاختبارات مثل رسم القلب بالمجهود أو رسم قلب بالمجهود مع المسح الذري على القلب ، وقد يعود ذلك إلى الاستعداد الدائم للتضحية بالنفس عند النساء في سبيل عدم هز كيان الأسرة إذا تم تشخيص المرض ، وغالباً ما تطالب المرأة بأدوية للسيطرة على الأعراض وتؤجل الاختبارات الاستكشافية مما يؤدي إلى زيادة في انتشار المرض دون أن يكون هناك علاج حقيقي للموقف.
رابعاً : نظراً لانتشار المرض تاريخياً بين الرجال فإن الأغلبية العظمي من البحوث الطبية على تلك الأمراض مرتبطة أكثر بالرجال ، فمثلاً جميع التوصيات الطبية بالنسبة للمعدل الطبيعي للكولسترول في الدم مرتبطة بالرجال ، والحقيقة أنه يجب أن يكون هناك توصيات مختلفة للنساء ! ، فمثلاً التراي جلسرايد ذو أهمية أكبر عند النساء عنه بالنسبة للرجال!.
خامساً : بعد التأني في البحوث الطبية والتركيز في البحث عن الفروق الحقيقية بين النساء والرجال وجد أنه لا يوجد فارق حقيقي في احتمالات المضاعفات للمريض بين الجنسين وأن الفارق الحقيقي يقع في تأخر اكتشاف المرض عند النساء مما يزيد من انتشاره ، وهذا يجعل التعامل معه أصعب ،بينما ـ ونظراً للعادات الاجتماعية ـ يكون الرجال عادة أكثر اهتماماً بأية أعراض مما يجعل تشخيص المرض يتم في المراحل الأولى بالمقارنة بالنساء ، وبالطبع فإن الوسائل العلاجية مثل الجراحة أو التوسيع بالبالون تعطي نتائج أكثر كفاءة إذا تم أجراؤها في المراحل الأولى للمرض ، سواء كان ذلك عند الرجال أو النساء.
أما بالنسبة للإصابة بجلطة في الشريان التاجي فقد أثبتت البحوث الطبية بعض الحقائق المهمة :
أولاً : لوحظ أنه بالمقارنة بالرجال فإن المرأة عند إصابتها بجلطة في الشريان التاجي عادة ما تكون أكبر سناً من الرجل وتعاني من ارتفاع في ضغط الدم وأمراض السكر ، كذلك فقد اكتشفت البحوث الطبية أن المرأة التي تصاب بجلطة في الشريان التاجي غالباً ما تتأخر في الذهاب إلى المستشفى مما يؤخر البدء في العلاج الطبي ، ومن المعروف أن أهم دواء لعلاج الجلطة في الشريان التاجي هو الستربتوكيناز أو( التي بي إيه) حيث يصبح من الممكن إذابة الجلطة بأي منهما ولكن احتمالات النجاح مرتبطة بسرعة بدء العلاج.
ثانياً : ارتفاع احتمالات الوفاة بين النساء عند الإصابة بجلطة في الشريان التاجي حيث تصل إلى 16% مقارنة بــ10% بين الرجال ، كذلك فإنه إذا تم استخدام الأدوية المذيبة للجلطة فإن احتمالات الوفاة تقل عند الرجال حتى تصل إلى حوالي 6% مقارنة بـ11% عند النساء ! ويرجع ذلك إلى الأسباب السابق ذكرها.