علاج تضخم البروستاتا الحميد (1)


إنه لخطأ بين أن يحدد الطبيب خطاً علاجياً واحداً لمرض التضخم الحميد ويطبقه على الجميع ،ذلك بأن المرضى يختلفون اختلافاً
ينبغي مراعاته عند التصدي للعلاج ،يختلفون في العمر فليس مريض الستين كمريض التسعين وفي الأمراض التي يصابون بها بالإضافة إلى البروستاتا فليس المريض الذي أصيب بالشلل وأصبح رهين الفراش كالآخر الذي يؤدي عمله ويحيا حياة نشطة منتجة ، كما يدخل في الحسبان حجم التضخم ودرجة الأعراض التي يحسها المريض ويشكو منها ومن أهم العوامل أيضاً ما إذا كان المرض تضخماً فحسب أو أضيفت إليه المضاعفات كالاحتباس الحاد أو المزمن أو النزف البولي المتكرر وإذا تجاهلنا حالة الكليتين وكفايتهما فقد نقع في محظور بالغ الخطورة.
وحتى لا تختلط الأمور في ذهن القارئ نقسم المرضى إلى ثلاث مجموعات:
المجموعات الأولى: هم هؤلاء الذين اكتشف التضخم عندهم عرضاً دون أن تقلقهم أعراض ومتاعب ودون أن تصيبهم مضاعفات وينضم إليهم أولئك الذين يلاحظون أعراضاً بسيطة كالقلق للتبول أو ثلاث مرات في أثناء الليل أو بعض الضعف في انطلاق البول لمثل هؤلاء المرضى لا يلزم علاج وإنما يكتفي بنصحهم بمراجعة الطبيب لتتبع الحالة بصفة دورية ويحدد لهم تواريخ الفحص وينبه عليهم بتجنب الأسباب المؤدية للاحتباس مثل تيارات الهواء والإسراف الجنسي والكحول والأدوية المنوه عنها من قبل وهي مسكنات المغص ومدرات البول ومضادات الحساسية وبعض أدوية ضغط الدم المرتفع.
وليس الغرض من التتبع لمثل هذا المريض مجرد استبقاء الصلة بينه وبين الطبيب وإنما يشتمل على إعادة تقييم حالته في كل زيارة يقوم بها فإن كان تضخم البروستاتا يطرد بسرعة أو كانت كميات البول المتبقى تتزايد بشكل واضح أو طرأت عليه بعض المضاعفات أو أبلغ الطبيب بأن ظروفه الشخصية تستدعي الانتقال إلى مكان لا تتوافر فيه إمكانات العلاج فربما نصحه الطبيب بإجراء جراحة.

خريطة دليل البروستاتا السابق