علاج تضخم البروستاتا الحميد (2)


المجموعة الثانية: تتكون من المرضى الذين يعانون من أعراض مزعجة مثل الحرمان من النوم المتصل بسبب تكرر التبول أو الصعوبة في انطلاق البول والجهد الشديد في ذلك وطالما لم تحدث مضاعفات في هذه الحالات فإنهم مرشحون للعلاج الدوائي ولم
يكن العلاج الدوائي لتضخم البروستاتا معروفاً في النصف الأول من القرن العشرين وكانت الجراحة هي الأسلوب الوحيد في العلاج وقد بدأت فكرة البحث عن دواء تسلل على استحياء في أول الأمر فاستعمل الأطباء مشتقات البروجستيرون وهو هرمون يثبط إفراز النخامية إلا أن نتائجه كانت غير مشجعة بوجه عام ولم تكن القفزة التالية وليدة  حظ أو رمية من غير رام ولكنها جاءت تالية لما أسفر عنه البحث من تفهم لكيفية تأثر البروستاتا بالمؤثرات الهرمونية واستجابتها لها وكان اكتشاف وجود خميرة معينة موجودة في البروستاتا تختزل التستوستيرون إلى مادة مضاعفة التأثير ومنبه للنمو والتضخم هي نقطة التحول إذا تلا ذلك تصنيع مادة تثبط هذه الخميرة وبذا يبقى التستوستيرون قليل التأثير ويحرم التضخم من عامل نموه وهذه المادة هي الفيناسترايد وتعطى عن طريق الفم والمفروض أن يتناولها المريض مدى الحياة وأضحت الدراسات أن تعاطيها يؤدي إلى تحسن الأعراض فتقل مرات التبول وتزداد كفاية المثانة في التفريغ كما أظهر فحص الأشعة الصوتية إمكان انكماش التضخم بحوالي 25 في المائة من حجمه قبل العلاج.
وكذلك أدى فهم دور العضلات الناعمة في البروستاتا وحافظتها في مقاومة تيار البول إلى استنباط عقاقير تؤدي إلى ارتخاء هذه العضلات مما يفتح الطريق أمام البول وذلك عن طريق إغلاق المستقبلات الموجودة على الألياف العضلية ،تلك التي تتلقى التنبيهات العصبية وتؤدي إلى انقباض العضلات.
وهذه المجموعة من الأدوية تعطى أيضاً عن طريق الفم وهي سريعة المفعول في حالات صعوبة البول إلا أنها لا تؤثر على حجم البروستاتا المتضخمة ومنها البروزاسين و الألفوزوسين.
وربما كانت نقطة الصعوبة في العلاج الدوائي هي ارتفاع سعر الدواء ووجوب تعاطيه بصفة مستمرة إذ إن هذا الاعتبار يشكل عبئاً مادياً شديداً على محدودي الدخل من الأفراد الذين لا تشملهم النظم التأمينية ويضطرون لدفع هذه المبالغ من دخل محدود وفي مجتمع ترتفع فيه أسعار الضروريات كل يوم.
والحق أن عدد حالات البروستاتا الحميدة التي تستدعي الجراحة قد انخفض بشكل واضح بعد ظهور هذه الأدوية وخاصة أن آثارها الجانبية باستثناء التكلفة تعد شبه منعدمة ، على أن عدداً من المرضى لا يستجيبون للعلاج الدوائي هذا أو ذاك وتزداد متاعبهم البولية أو تطرأ عليهم المضاعفات فتكون الجراحة هي السبيل الأمثل.
المجموعة الثالثة:تشمل من فشل معهم العلاج الدوائي ولم يؤت ثمرته المرجوة أو من فوجئوا باحتباس متكرر أو نزيف بولي أو ضوعف التضخم بظهور الحصوات أو العدوى الميكروبية وجميع هؤلاء مرشحون للجراحة بوجه عام فهي الحل القاطع الذي ينهي المشكلة يعيد حياتهم إلى طبيعتها.

خريطة دليل البروستاتا السابق