عوامل تساعد على قصور الشرايين التاجية :سادساً التوتر العصبي (2)


وقد أثبتت التجارب والبحوث أن القليل من التوتر الذي يحدث قبل دخول امتحان أو الذي يشعر به اللاعب قبل مباراة مهمة يرفع من مستوى الأداء ،ولكن يقل هذا المستوى بشدة إذا زاد التوتر عن حده.
وللأسف الشديد فإن الكثير من الناس ، وخاصة الرجال ، يغفلون عن عمد عملية الراحة أو الاستمتاع ويعتبرونها نوعاً من اللهو ، ومضيعة للوقت وكأنه ضد الإحساس بالمسئولية وأخذ الأمور مأخذ الجد! بل ويصبح التباهي بعد الراحة وكثرة المشاغل أحد وسائل الزهو الاجتماعي .
وللأسف فإن هؤلاء لا يلاحظون تفشى ظاهرة انتشار أمراض الشرايين التاجية بين زملائهم فقد لا يمر يوم إلا ونسمع عن مسئول أو إداري كبير يتعرض لنوبة قلبية أو لإجراء جراحة لزرع الشرايين التاجية ، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة في ذلك الصدد فإنني أتجرأ وأؤكد أن نسبة أمراض الشرايين التاجية بين كبار رجال الدولة في مصر تعد من أعلى النسب في العالم ، وخاصة بموازنتها بمثيلتها في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً ، حيث يزيد الاهتمام بالتوعية بالجسمانية والرياضية والحرص على تجنب الأمراض قبل وقوعها .
وإذا كانت الحقيقة تكمن في المقولة التي يعرفها الجميع ويطبقها القليل ، ألا وهي أن العقل السليم في الجسم السليم ـ فإننا نضيف إليها مقولة أخرى وهي أن القلب السليم في الجسم السليم ، فحافظ على جسمك تحافظ على قلبك.
وفي النهاية تجدر الإشارة إلى أهمية إدراك أن وجود ضيق في أي شرايين للجسم قد ينذر بوجود ضيق وقصور في الشرايين التاجية ، فالمريض الذي يشتكي مثلاً من آلام بالساقين عند المشي ثم تختفي عند الجلوس غالباً ما يعاني من قصور في شرايين الساق و30% من هؤلاء المرضى سوف يكشف عندهم ضيق مؤثر في الشرايين التاجية ، بل لابد أن نعلم أن نسبة الوفاة عند تلك المرضى حوالي 25% بعد خمس سنوات ويكمن السبب هنا في ضيق شديد في الشرايين التاجية لم يتم تشخيصه ولذلك لابد من التعامل بحرص مع هؤلاء المرضى والعمل على سرعة تشخيص الحالة بدقة قبل تفاقم المرض.