مرض أم مشكلة (2)


إن الالتهاب غير الميكروبي الذي يمثل أكثر من نصف عدد الحالات المسماة بالتهاب البروستاتا المزمن هو المسئول عن كثرة عدد الحالات التي تستعصي على العلاج النمطي وهو العامل وراء تراكم هؤلاء المرضى في العيادات وانتقالهم من طبيب إلى آخر ومعاناتهم في إجراء هذا العدد الكبير من التحاليل والمزارع وجلسات التدليل وتقطير المواد المطهرة وأشعة الموجات القصيرة بلا
جدوى وهذا المرض مازال بحق مجهول الأسباب ومازال الطبيب محتاجاً أو مضطراً إلى أن يعالج كل حالة على ضوء الأعراض وقد يشمل العلاج المضادات غير الستيرويدية للالتهاب أو مسكنات الآلام أو الأدوية الفعالة للحالات النفسية وفي حالة غلبة الأعراض الجنسية فإن هرمون الذكورة يؤدي إلى تحسن واضح ومما يريح الطبيب والمريض معاً أن يوضح الأول لمريضه أن هذا الالتهاب أشبه ما يكون بالتهاب المفاصل وليس له علاج قطعي وإنما هناك دائماً ما يمكن عمله لتخفيف الآلام واحتمال المعايشة مع المتاعب.
أما المرض الثالث: فهو الحالات التي يشكو فيها المريض من عسر البول وآلام المثانة والشرج والصفن والعجان وأسفل الظهر وقد تزداد كلها أو بعضها إثر الممارسة الجنسية وثبت بالتحليل أن البول وإفراز البروستاتا ليس بهما صديد أو ميكروب.
وهذا المرض أيضاً مجهول السبب وغالبية الأطباء يقررون بعد الفحص والاطلاع على التحاليل ونتائجها أن هذا المريض إما أن يكون مدعياً للمرض أو مصاباً بحالة نفسية ولكن بعض الباحثين يعزون هذه الآلام إلى نوع من التهاب العضلات الموجودة داخل الحوض يتسبب في انقباضها التشنجي الذي يسبب الألم وربما استجاب بعض المرضى للأدوية المرخية للعضلات والمزيلة للتقلص أو المؤثرة على مراكز استقبال الألم في الجهاز العصبي.

خريطة دليل البروستاتا السابق