ثانياً: الفحص الطبي

اعتاد كثير من الناس أن ينسبوا أي أعراض مرضية تنتابهم إلى "الحساسية" ، وتجدهم يستخدمون نفس الكلمة للإشارة إلى حالتهم عندما يستفسر الطبيب عن وجود العلة التي ألمت بهم.

وبالطبع هذه فكرة خاطئة ، فالحساسية مثلاً ليست دائماً هي سبب حدوث الربو الشعبي والأرتيكاريا وانسداد الأنف ، وإنما هناك أسباب أخرى كثيرة . ومن هنا يجب على المريض أن يتوخي الدقة في نقل ما يشعر به من أعراض ، وأن يترك للطبيب وحده مهمة تقرير ما إذا كانت هذه حالة حساسية أم لا.

ويراعي الطبيب في أثناء الفحص الطبي للمريض ، مجموعة من الاعتبارات. فيلاحظ مثلاً بنية المريض ودرجة نموه الجسماني ، خاصة في الأطفال ، فقد يكون سبب الأعراض حالة ضعف عام ونقص في النمو وليس الحساسية.

وفي حالة الشكوى من أعراض بالجهاز التنفسي ، يجب أن يتأكد الطبيب مما إذا كان المريض يمر بأزمة تنفسية . كما يجب ملاحظة درجة الضيق التنفسي عن طريق قياس عدد مرات التنفس في الدقيقة. وقد تستدعي الحالة استخدام عضلات أخرى في التنفس مثل عضلات البطن والعضلات الموجودة بين الضلوع . كذلك يهتم الطبيب بفحص الأغشية المخاطية للفم والشفتين، وملاحظة أي ميل في لونها للزرقة مما يعد مؤشراً على نقص الأكسجين ، وفي حالة انسداد الأنف ، يجب الاطمئنان على تنفس المريض عن طريق الفم.

ومن العلامات المرضية الأخرى التي يهتم بها الفحص الطبي لمريض الحساسية ، وجود هالات ملونة تحت العينين ، وورم أو انتفاخ غير طبيعي بالوجه وبأجزاء أخرى من الجسم ، وطفح جلدي ـ وكلها تشير إلى حساسية نتيجة كثرة تعاطي عقار الكورتيزون.
خريطة دليل الحساسية السابق