مضاعفات التضخم الحميد أولاً: احتباس البول الحاد(أ)


 تضخم البروستاتا يؤثر على عنق المثانة ويضغط قناة مجرى البول فيعيق اندفاع تياره إلى الخارج وهذا أمر سهل تصوره إذا علمنا أن البروستاتا تحيط بأول المجرى وأن تضخمها لاشك يؤدي إلى الضغط عليه وثم عامل آخر يضاف إلى زيادة حجم البروستاتا وهو انقباض العضلات الناعمة الموجودة في حافظة البروستاتا وداخلها فانقباض هذه العضلات المحيطة بمجرى البول يؤدي إلى الضغط على المجرى وذلك أشبه بأن نحزم لفافة بحبال ثم نشد عليها ونزمها فلاشك في أن ما بداخل اللفافة سيكون مضغوطاً عليه بقدر ما نشد الوثاق المحيط بها وهذه العضلات تنقبض بفعل أعصاب تصل إليها من الجهاز السمبثاوي (وهو لا يخضع للإرادة) وألياف العضلات تحمل مستقبلات لمادة النورادرينلين التي تفرزها هذه الأعصاب إذا سرت فيها النبضات فتؤدي إلى انقباضها فحجم التضخم وانقباض العضلات يكونان معاً العقبة أمام  نزول البول واندفاعه ومن هنا يحدث الاحتباس الحاد الذي هو أقصى درجات صعوبة التبول.
ولنقف هنا وقفة قصيرة لنخرج القارئ من جو السرد العملي الجامد إلى آفاق الأدب العربي الممتع فنروي له ما قرأنا عن متصوف في زمن قديم وأهل الطريق هؤلاء يتسابقون إلى طلب القرب من الخالق سبحانه ويهيمون في عالم المحبة والأنس بمعية الله وكان بعضهم ـ مثل رابعة العدوية وعمر بن الفارض ـ يحدثون الناس بما يحسونه من أذواق ومواجيد شعراً أو نثراً أو حوارا بينهم وبين بعضهم بعضاً أو بينهم وبين من لم يتخذ التصوف طريقاً ، روى أن واحد منهم اسمه سمنون شعر بالفناء في المحبة والأنس بالقرب فأصابه ما يشبه الغرور وتجاوز الحد في المقال فنظم موجهاً حديثه إلى لله سبحانه :
لم يبق لي في سواك حظ**** فكيفما شئت فاختبرني

خريطة دليل البروستاتا السابق