مضاعفات التضخم الحميد أولاً: احتباس البول الحاد(ب)


يقول الرواة : فابتلاه الله سبحانه في البول فطار صوابه ولم يطق صبراً على البلاء وعرف أنه قد جاوز قدره وكان الأولى به أن يطلب من الله المعافاة من الابتلاء بدلاً من التعرض للامتحان ويبدو أن البلد الذي عاش فيه سمنون لم يكون به طبيب يعالجه بالقسطرة فصار ألمه وتوجعه يطوف على الغلمان في المكاتب ويصيح فيهم:"ادعوا لعمكم الكذاب".
والحق أن مريض الاحتباس البولي الحاد يشعر برغبة في التبول ويحاول جاهداً دون أن تخرج منه قطرة وكلما "حزق" ليخرج
البول أحس بأن ما يفعله يزيد الأمر سوءاً ويتقاطر العرق على جبينه ويصفر وجهه كلما ذهب إلى دورة المياه وعاد كلما ذهب.
ومن العوامل التي تعرض مريض التضخم الحميد للاحتباس الحاد تلكؤه في تلبية الرغبة للبول فور شعوره بها ، سواء أكان ذلك تكاسلاً عن القيام المضاجع في ليالي الشتاء أم انشغالاً بوضع وظيفي أو اجتماعي يحرجه إن قطع مجلسه فيه ومن تلك العوامل أيضاً المحاذير التي توجزها فيما يأتي:
1ـ تعاطي الأدوية المدرة للبول وبالأخص السريع الفاعلية منها إذ يترتب عليها اندفاع كميات كبيرة من البول فجأة إلى المثانة التي تتمدد وتتسع إلى درجة تعجز معها عضلتها عن العمل.
2ـ الأدوية المهدئة ومضادات التقلص : إن العقاقير الموصوفة لعلاج حالات المغص ـ أياً كان مصدره ـ يؤدي أغلبها إلى ارتخاء العضلات الناعمة التي منها عضلة المثانة ومن ثم فإنها تسبب عجزاً في كفايتها وقدرتها على بدء التبول أو استمراره ومن الأدوية الضارة أيضاً لمريض التضخم الحميد : أدوية علاج الربو القديمة المشتملة على الأفيدرين وما شابه.
3ـ الإثارة الجنسية والخمور وهذا يتسببان في احتقان البروستاتا وقناة مجرى البول مما يضيق الطريق إلى الخارج أمام البول فيحدث الاحتباس.
4ـ التعرض لتيارات الهواء البارد واضطرابات القولون والإمساك،وكلها عوامل تحدث الاحتقان الذي يزيد من احتمال حدوث الاحتباس الحاد.

خريطة دليل البروستاتا السابق