مقدمة


مما لاشك فيه أن قصور الشرايين التاجية يؤدي إلى آلام حادة وقاسية بالصدر ، ولذلك تصبح الأولوية عند الطبيب هي السيطرة على الآلام والقضاء عليها أو على الأقل التخفيف من حدتها بحيث يستطيع المريض أن يزاول حياته الطبيعية دون مشاكل ، وغالباً ما يكون ذلك عن طريق الأدوية التي تستطيع في أغلب الحالات أن تسيطر على الأعراض ، أما في حالة التحقق من وجود ضيق شديد في الشرايين التاجية مما قد يمثل خطراً داهماً على حياة المريض ، فهنا تصبح مهمة الطبيب درء الخطر وتجنب التعقيدات الناتجة عنه ، وذلك عن طريق إجراء جراحة لزرع شرايين جديدة لكي تقوم بمهمة توصيل الدم إلى عضلة القلب بدلاً من الشرايين المريضة ، وقد كانت هذه الطريقة هي أسلوب العلاج الوحيد المتاح أمام المريض حتى جاء الطبيب السويسري أندرياس جرونتزج في عام 1978، وفجر قنبلة في الأوساط الطبية عندما قام بإجراء أول عملية توسيع لضيق في الشريان التاجي بالبالون وبدون جراحة ، بل وخرج المريض من المستشفى بعد بضعة أيام قليلة بعد اختفاء الأعراض تماما وعاد لمزاولة حياة طبيعية 100%وبالطبع اعتبر ذلك ثورة حقيقية في عالم أمراض القلب ، ومع التطور التكنولوجي الهائل في نوعية وحجم البالون أصبحت هذه الوسيلة أكثر الوسائل انتشاراً في العالم للتعامل مع أمراض القصور في الشرايين التاجية ، حيث زاد عدد الحالات التي تم علاجها بالبالون عن الجراحة في الولايات المتحدة 470 ألف حالة تم علاجها بالبالون في مقابل 452 ألف حالة بالتدخل الجراحي وذلك في عام 1996 وعدد الحالات التي تعالج بالبالون في زيادة مستمرة .
والآن نستعرض معاً البدائل المتاحة لعلاج القصور في شرايين القلب