خاتمة (دليل البروستاتا)


لا يستطيع منصف ممن مارسوا طب المسالك البولية أو الأمراض التناسلية أن يزعم أنه مطمئن تماماً للخط العلاجي الذي حدده لمرضى الالتهاب المزمن أو نتائجه مضمونة وأكيدة في الوصول إلى الشفاء التام بلا رجعة للمرض أو الأعراض وقد جرى العرف الطبي على اتباع الوسائل العلاجية المحددة ومتابعة الحالة بالتحليل للإفراز وتقييم التحسن في الأعراض ولاشك في أن أولى خطوات العلاج هي إجراء فحص معملي ومزرعة ميكروبية لإفراز البروستاتا لتحديد نوع الميكروب وكذلك الدواء الذي يمكن أن يقضى عليه وهناك نقطتان ذاتا أهمية عظمى في هذا الصدد:
الأولى : هي أن الدواء المحدد سيستغرق العلاج به فترة أطول مما هو لازم في الالتهابات التي تصيب أماكن أخرى من الجسم
وذلك أن البروستاتا غدة معقدة متفرعة تحوطها الألياف والعضلات ويؤدي التهابها إلى نقص وصول الدم إلى مواضع كثيرة منها والدم هو الذي يحمل المضاد الحيوي والأجسام المناعية إلى ساحة مواجهة الميكروب.
والنقطة الثانية : تترتب على الأولى وهي وجوب أن يراعي الطبيب تجنب العقاقير ذات الآثار الجانبية السمية وبالأخص فصيلة أمينوجلوكوسايد لخطورة آثارها على الأذن والكليتين إذا تعاطاها المريض لمدة طويلة.
وليس المضاد الحيوي وحده كافياً للوصول إلى الشفاء في أغلب الأحيان وغالباً ما يضطر الطبيب إلى إضافة العلاج الموضعي مثل تدليك البروستاتا وتقطير المطهرات في مجرى البول والتدفئة بالموجات القصيرة وذلك للتخلص أولاً بأول من الإفراز الملوث بالميكروبات وتشجيع الدورة الدموية في البروستاتا.
ولاشك في أنه نسبة عالية بين الحالات يكشف التحليل عن وجود الصديد بكثرة ثم لا تظهر المزرعة أي نوع من الميكروبات ومثل هذه الحالات قد تتحسن بالعلاج الموضعي وربما استجابت للعلاج بالهرمون الذكري تستوسيترون.
وفي أحوال قليلة يؤدي التهاب البروستاتا المزمن إلى حدوث ضيق في مجرى البول في جزئه الذي يعبر خلال البروستاتا وذلك بسبب تكاثر الألياف حوله نتيجة للالتهاب المزمن وقد ينصح الطبيب حينئذ باستئصال ـ عن طريق المنظار ـ لمنطقة عنق المثانة المتليف إلا أن هذا الاحتمال نادر الوقوع وينبغي أن ينظر إليه بحذر شديد كما يتحتم أن يكون الضيق قد بلغ الحد الذي يؤثر على قدرة المثانة على التفريغ التام للبول وأصبح سبباً لمعاناة واضحة للمريض في أثناء التبول حتى يكون مبرر للجراحة المذكورة.

خريطة دليل البروستاتا السابق