أسباب تكوين جلطة الشريان التاجي


كما ذكرنا من قبل يترسب الكولسترول والدهنيات على جدار الشريان التاجي على مدار سنوات طويلة ، ثم يزداد هذا الترسب تدريجياً حتى يصل إلى درجة ضيق مؤثر يمنع الدم عبر الشريان وهذا الضيق يتكون من ترسيب الكولسترول والدهنيات والكالسيوم وكرات الدم البيضاء ، وهي مغطاة بغشاء رفيع وهذا الغشاء هو الذي يفصل مكونات الضيق عن الدم الذي يمر في الشريان .
لأسباب كثيرة قد يحدث شرخ في هذا الغشاء مما يعرض محتويات الضيق للدم الذي يجري في الشريان ، وهنا تنقص كرات الدم الحمراء على مكونات الضيق وتبدأ في عملية تكوين جلطة على جدار الضيق تساعده في ذلك الصفائح الدموية .
وهكذا تتكون جلطة في الشريان التاجي تمنع تدفق الدم عبر الشريان وبالتالي يتوقف تماماً وصول أي غذاء إلى جزء العضلة الذي يتلقى غذاءه عبر هذا الشريان ، وإذا استمرت هذه الجلطة لمدة أكثر من 6 ساعات فسوف يموت هذا الجزء من العضلة ولن يعود أبداً إلى العمل ، وبالطبع كلما زاد حجم جزء العضلة الذي يأخذ غذاءه من الشريان الذي حدثت به الجلطة كلما زادت الخطورة ولذلك فإن أخطر جلطة هي تلك في الشريان التاجي الأيسر ، ويأتي بعده في الخطورة الشريان التاجي الأيمن أو الدائري (الأوسط)
وبالطبع نستطيع أن نستوعب أهمية العمل على إذابة هذه الجلطة بأسرع ما يمكن ، وكلما تمت إذابتها في وقت أسرع كلما تم إنقاذ جزء أكبر من العضلة ، وكلما قلت الخطورة المحتملة ، أما لماذا خلال 6 ساعات فإننا لكي نفهم هذا الأمر فلنتخيل الشريان يغذي مساحة معينة من عضلة القلب ، وأن كل ساعة تمر دون إذابة الجلطة والسماح للدم بالمرور لتغذية العضلة ، تؤدي إلى موت 15% من المساحة المهددة ، فبعد ساعتين سوف يموت 30% من المنطقة المهددة وبعد 3 ساعات 45% وبعد 6 ساعات فسوف يموت 90% من الجزء المهدد (وليس من القلب كله حيث تستقبل باقي العضلة غذاءها من الشرايين التاجية الأخرى) وبالتالي إذا لم تتم إذابة الجلطة في خلال 6 ساعات فلن يكون في الإمكان غير إنقاذ جزء بسيط جداً لا يتعدى حوالي 10% من الجزء المهدد وبالتالي الفائدة ضئيلة جداً .