علاج جلطة الشريان التاجي


ينقل المريض فوراً إلى أقرب غرفة عناية مركزة ، ويأخذ نفس علاج الذبحة الصدرية غير المستقرة بجانب مسكنات قوية للسيطرة على الألم ومذيب للجلطة ، وهذا الدواء نوعان : الستربتوكيناز (ST.K) والتي .بي .إيه (TPA) ، والفارق كبير في السعر بين الاثنين (الثاني هو الأغلى سعرا بفارق كبير )وإن كان الفارق بينهما في الفائدة ليس كبيراً ،وفي أغلب الحالات يكون الأرخص في نفس كفاءة النوع الأغلى وإن كانت هناك بعض الحالات التي تحتم استخدام النوع الأغلى .
وتوفر تلك الأدوية سيولة في الدم أقوى بكثير من الهيبارين ، ولكن يستمر مفعولها لمدة قصيرة حيث إن الهدف هو إذابة الجلطة التي تعوق تدفق الدم عبر الشريان التاجي لتغذية عضلة القلب ، ويتم تناول الدواء في صورة جرعة واحدة فقط يتناولها المريض بالوريد على مدى حوالي ساعة من الزمن ، وبعد انتهاء الجرعة قد يختار الطبيب أن يضيف دواء الهيبارين بالوريد إلى روشتة العلاج للمحافظة على درجة السيولة وخاصة بعد استخدام دواء( التي.بي.إيه ) وهي تنجح في إذابة الجلطة وتدفق الدم في 75% من الحالات ،ونظرا لكفاءة تلك الأدوية وسهولة استخدامها فقد أدت إلى انخفاض احتمالات الوفاة من الجلطة بنسبة كبيرة .
ولكن رغم كفاءة تلك الأدوية وسهولة استخدامها فقد أثبتت البحوث أن أكثر من 60% من مرضى الجلطة التاجي لا يتعاطونها لأسباب أهمها :
1ـ أن المريض لم يصل إلى المستشفى في خلال الساعات الست الأولى
2ـ أن تكون هناك موانع تحول دون استخدام هذا الدواء مثل أن يكون المريض قد تعرض من قبل لنزيف من المعدة فقد تؤدي السيولة الزائدة في الدم إلى عودة النزيف مرة ثانية.
3ـ أن يكون المريض قد تجاوز سن 76 سنة ، ففي تلك السن ترتفع احتمالات حدوث نزيف في المخ ، وفي كل تلك الحالات يصبح على الطبيب أن يوازن بين الفائدة المحتملة من الدواء في مقابل المخاطر المحتملة لاتخاذ القرار الأصلح والأسلم لكل حالة .
وكثيراً ما يتساءل البعض عن إمكان الاحتفاظ بهذا الدواء في المنزل أو في المكتب حتى إذا حدثت جلطة مفاجئة يستطيع المريض أن يأخذه دون إضاعة أي وقت ، وهذا اقتراح وجيه يوحي بدرجة عالية من الوعي الطبي ولكن لابد من توضيح أن أي دواء يجب ألا يستخدم إلا بواسطة طبيب متخصص ، حيث إنه من الممكن أن تحدث بعض المضاعفات عند استخدامه وخاصة إذا لم يكن التشخيص دقيقاً ، ولذلك يجب ألا يستخدم إلا تحت إشراف طبي وأن يكون المريض تحت مراقبة جهاز رسم قلب مستمر (مونيتور) وهذا لا يتوافر عادة إلا  في غرفة العناية المركزة ، وقد بدأت حاليا في بعض الدول ـ في أوربا وأمريكا ـ تجارب على استخدام هذا الدواء أثناء نقل المريض في عربة الإسعاف إلى المستشفى وذلك يتطلب أن تكون العربة مجهزة تجهيزاً كاملاً مثل أية غرفة عناية مركزة .