أسباب القصور في أداء الشرايين التاجية

يحدث قصور في تدفق الدم عبر الشرايين التاجية نتيجة لترسيب الكولسترول والدهنيات في جدار الشريان التاجي ، مما قد يؤدي إلى ضيق في الشريان فتقل كمية الدم المتدفقة عبره وبالتالي تقل كمية الدم التي تصل إلى ذلك الجزء من القلب الذي يحصل على غذائه من هذا الشريان ، ورغم أن معظم الناس تتخيل أن تصلب الشرايين يحدث فقط عند كبار السن فالحقيقة أن هذه العملية تبدأ عند سن خمس سنوات بدرجة بسيطة جداً ، ثم تزيد تدريجياً بدرجة بطيئة جداً حتى تصل إلى درجة من الضيق تعوق تدفق الدم في الشريان عند بلوغ سن الخمسينات والستينات ، وبالطبع فإن عملية ترسيب الكولسترول والدهنيات على جدران الشرايين تحدث بدرجات متفاوتة من شخص لآخر ، وجدير بالذكر أن درجة الضيق في الشريان التاجي لا تعتبر مؤثرة حتى يصل الضيق إلى أكثر من 50% ، عندئذ فقط قد يبدأ حدوث قصور في أداء هذا الشريان حيث تصبح كمية الدم المتدفقة عبره غير كافية لتلبية احتياجات عضلة القلب وحينئذ يبدأ المريض في المعاناة من أعراض قصور في تغذية القلب (ما يسمى بالذبحة الصدرية ) ، ومن الممكن أيضاً أن يحدث قصور في تدفق الدم عبر الشريان من دون أن يكون هناك ضيق مؤثر ، أي في غياب ترسيب الكولسترول على جدار الشريان ، وفي هذه الحالات يكون سبب القصور انقباض في جدار الشريان مما يؤدي إلى إعاقة تدفق الدم ، ولكن هذا لايحدث إلا في حوالي 2% فقط من الحالات ، ومن الممكن أيضاً  بطبيعة الحال أن يحدث تقلص في شريان مصاب أصلا بترسيب الكولسترول ، هو ما يحدث في حالات كثيرة .

كذلك من الممكن أن يحدث قصور في تغذية عضلة القلب رغم عدم وجود أي ضيق أو تقلص في الشريان التاجي ! وقد يكون السبب في تلك الحالات مثلاً أنيميا حادة تقل معها نسبة الهيموجلوبين في الدم ، وهو الذي يحمل الأوكسجين إلى الأنسجة وفي هذه الحالة يصبح أحسن علاج لقصور الشريان التاجي هو نقل الدم إلي المريض ، حيث تتحسن الأعراض فور تعويض الجسم عن الهيموجلوبين الناقص ، كذلك من الممكن أن تحدث أعراض قصور بالشريان التاجي لأسباب أخرى ، مثل ارتفاع مقاومة الدم في الشعيرات الدموية ، وفي تلك الحالات يعاني المريض من أعراض الذبحة الصدرية ، وقد يظهر قصور بالدورة التاجية عند إجراء مسح ذري على القلب ، ولكن لا تظهر أية علامات قصور عند إجراء قسطرة القلب ، في هذه الحالة يكمن السبب في وجود خلل في أداء شعيرات الدم التي تغذي القلب (أي أطراف الشرايين التاجية ).