تعتبر أمراض قصور الشرايين التاجية من أهم الأمراض المصاحبة للتقدم في السن حتى إنها تصيب حوالي 25% من الأشخاص الذين تجاوزوا سن ستين عاماً ، وذلك نظرا للتطور الطبيعي لعملية ترسيب الكولسترول والدهنيات في جدار الشرايين التاجية والتي تبدأ في مرحلة الطفولة عند سن حوالي 5 سنوات بنسبة بسيطة جداً ، ثم ترتفع ببطء شديد وبدرجات متفاوتة من شخص لآخر على مدار مراحل تقدم العمر حتى تصبح درجة الترسيب عالية مما يؤدي إلى ضيق في جدار الشريان يؤثر على تدفق الدم عبره ، وتبدأ عضلة القلب في المعاناة من القصور في التغذية .
والسؤال هنا هو لماذا تصيب هذه الأمراض 25% فقط من الناس وليس 100% إذا كانت فعلاً تمثل تطوراً طبيعياً ؟ وكذلك ينشأ السؤال التالي ، وما هي الخصائص التي جعلت هؤلاء الــ25% أكثر عرضة لهذا المرض دون باقي الناس؟.
وللإجابة عن تلك التساؤلات يجب أن نعرف أن هناك عوامل مساعدة تزيد من سرعة وحدة ترسيب الكولسترول والدهنيات على جدار الشرايين ، مما يجعل المرض يظهر عند بعض الناس دون غيرهم ، بل قد تصبح درجة الترسيب شرسة وحادة إلى حد التأثير على جدار الشريان وظهور أعراض قصور الشرايين التاجية في سن مبكرة ، أي في الثلاثينات والأربعينات ،بل من الممكن أن تظهر الأعراض في سن المراهقة أو حتى في الطفولة في حالات نادرة جداً ، نظراً لتوافر عوامل مساعدة على حدوثها ، وهذا ما يسمى بالقصور المبكر في الشرايين التاجية .