مقدمة


منذ أن أجريت أول حالة توسيع للشريان التاجي بالبالون عام 1978 ، انتشرت هذه الوسيلة بسرعة فائقة وأصبحت حالياً الأكثر استخداماً لعلاج هذه المرض الذي أوشك أن يكون وباء في العالم كله وأصبح يصيب صغار السن (الثلاثينات) بعد أن كان في وقت منحصراً في كبار السن فقط .
ومن الأسئلة العديدة التي يثيرها المرضى:
كيف يتم التوسيع ؟ هل يأخذ المريض بنجاً كلياً ؟ هل هذه الوسيلة مؤلمة ؟ ما حجم البالون ؟ وأسئلة أخرى كثيرة سوف نحاول أن نجيب عنها .
بداية : يجب أن نقر بأن القسطرة سواء استخدمت بغرض التشخيص أو التوسيع فإنها ليست إجراء جراحي ! وفي الحالتين يأخذ هذا التدخل نفس الخطوات .
أولها أن المريض يدخل غرفة القسطرة صائماً ثم يأخذ حقنة التخدير الموضعي أعلى الفخذ بعدها يتم وضع المدخل الذي يتم من خلاله إدخال قسطرة " أنبوبة" صغيرة (قطرها 2 ملليمتر) ، ثم يقوم الطبيب بدفع القسطرة من خلال شريان الساق حتى تصل إلى الشريان الأورطى ثم إلى فم الشريان التاجي الذي يوجد به الضيق ، عندئذ يقوم الطبيب بحقن حوالي 3ـ4 سم2 من مادة خاصة لتلوين الشريان حتى يظهر الضيق بوضوح (وحتى هذه الخطوة تسمى تلك العملية بالقسطرة ) ، بعد تحديد مكان الضيق يقوم الطبيب بإدخال سلك رفيع قطره 0.014 من البوصة ويقوم بالمناورات اللازمة حتى يستطيع أن يتجاوز منطقة الضيق بالسلك ، وبعد أن يعبر السلك الجزء الضيق يقوم الطبيب بإدخال البالون عبر السلك إلى مكان الضيق ثم يقوم بنفخ البالون لمدة حوالي 30 ثانية أو أكثر حتى يتم التوسيع ، ثم يسحب البالون خارج الجسم ويحقن الشريان بالصبغة لتقييم الموقف ، أما إذا احتاج المريض لإعادة التوسيع فإن الطبيب يدفع البالون مرة ثانية عبر السلك إلى المكان الضيق مرة أخرى لإعادة التوسيع ، ومن الممكن تكرار ذلك عدة مرات مع استخدام درجات مختلفة من الضغط داخل البالون حتى يتم توسيع بالدرجة المطلوبة ، وعندئذ يسحب الطبيب البالون والسلك خارج الجسم وتنتهي العملية (قسطرة علاجية ).
وللتبسيط من الممكن أن نتخيل العملية وكأن البالون قطار يمشي على قضيب هو السلك ، لذلك لابد من وجود السلك عبر الضيق وإلا فلن يستطيع القطار(البالون) السير بيسر وسلاسة ، وبما أن قطر الشريان التاجي يتراوح ما بين 2ـ4 مليمتر كذلك فإن قطر البالون يجب أن يتراوح بنفس النسبة حتى يتناسب مع قطر الشريان المسدود ، وتجدر الإشارة  هنا إلى أنه من خصائص البالون أنها تصنع من مادة تشبه البوليستر ولايزيد قطرها إذا زاد الضغط داخلها مثلما يحدث مع بالون لعب الأطفال ، وذلك حتى لا يتجاوز قطره الشريان الذي يراد توسيعه.
ويقوم الطبيب بإجراء التوسيع من خلال جهاز أشعة (مونيتور) حتى يستطيع أن يرى جميع خطوات التوسيع.