ما هي نسبة نجاح هذا التوسيع؟


لابد من الإشارة إلى أهمية التدريب الجيد على القيام بعملية التوسيع ، فمثلاً في أمريكا لا يسمح لطبيب أمراض القلب بالقيام بمثل تلك العمليات إلا بعد أن يقضي فترة تدريبية لا تقل عن 12 شهراً يتفرغ خلالها تفرغاً تاماً للتدريب في أحد المراكز المتخصصة على إجراء هذه العملية حتى تتوفر له الخبرة الكافية لإجرائها بكفاءة عالية وبأقل احتمالات المضاعفات ، عندئذ نستطيع أن نقول بأن نسبة النجاح المتوقعة تصبح حوالي 95% أي أن التوسيع يتحقق في 95 من مائة حالة وهي بالطبع نسبة جيدة جداً .
وهذه النسبة تنطبق على أنواع كثيرة من حالات الضيق ولكن ليس عليها جميعاً ، والسبب في ذلك أن هناك ثلاثة أنواع من الضيق : ضيق بسيط ، ضيق متوسط ، ضيق معقد في الشريان ، وكل نوع له حوالي 10 خصائص ، وتختلف احتمالات نجاح التوسيع بناء على درجة التعقيد في نوعية الضيق.
وبناء على هذه التقسيمة نستطيع أن نتوقع إلى حد كبير احتمالات نجاح التوسيع فهناك النوع ـ أ(A) وهو الذي يتميز بأعلى احتمالات النجاح عند إجراء التوسيع ، بعده يأتي النوع ـ ب (B) والذي تقل فيه نسبة النجاح قليلاً عن ـ أ ، وأخيراً يأتي الضيق من درجة ـ سي (C) والذي تكون احتمالات النجاح عند توسيعه أقل بكثير من النوعين السابقين .
ومن أمثلة النوع الأول أن يكون هناك ضيق مثلاً بنسبة 90% في بداية شريان ويشمل هذا الضيق مساحة قصيرة من جدار الشريان ولا توجد به جلطة أو تقرحات وفي هذه الحالة تكون احتمالات نجاح التوسيع مرتفعة جداً أي حوالي 95ـ96%.
أما إذا كان الضيق عبارة عن انسداد كلي اي بنسبة 100% وقد مرت 3 أشهر أو أكثر على حدوث الانسداد فإن احتمالات نجاح هذا التوسيع لا تتعدى حوالي 50% فقط !! ، وتعتبر هذه الحالة أحد أنواع الضيق من درجة ـ سي (C).
أما إذا كان الانسداد بنسبة 100% ولكن عمر الانسداد لا يتجاوز بضعة أيام فقط فإن احتمالات حدوث توسيع ناجح تصبح أكثر من 93% ، وهنا يعتبر الضيق من درجة (B) ، وبالطبع نستطيع أن ندرك مدى أهمية الإسراع بالتشخيص وتحديد زمن الانسداد إن وجد لكي تتوافر للمريض أكبر احتمالات النجاح .
والحقيقة أن قرار إجراء التوسيع من عدمه قرار معقد جداً ولابد أن تراعي عند إتخاذه عوامل كثيرة جداً ، من بينها مثلاً هل هناك ضيق في مناطق أو شرايين أخرى؟ هل سوف يتم التوسيع في عدة أجزاء من الشريان أم في منطقة محددة فقط؟ هل عضلة القلب تعمل بكفاءة أم لا وأخيراً هل الحل الأمثل لهذه الحالة يكمن في إجراء التوسيع بالبالون أم في التدخل الجراحي لزرع شرايين جديدة؟
ومن الأسئلة التي كثيراً ما يطرحها المرضى التساؤل عن كيفية قيام البالون بالتوسيع .
والحقيقة أن هذا يعتبر سؤالاً دقيقاً للغاية ، ولكي نتصور الموقف فإنه من الممكن أن نتخيل سداً على مجرى مائي وأن هذا السد يمنع تدفق الماء الذي يراد له أن يروي أرضاً زراعية ، إذن فالهدف ليس بالضرورة إزالة السد بل ري الأرض حتى لا تبور ، وبالتالي إذا تم عمل فتحات في السد فسوف يستطيع الماء أن يتدفق بقوة ويروي الأرض ، وهذا قريب جداً مما يفعله البالون ! وإلى الآن لا توجد وسيلة تستطيع أن تزيل هذا السد !!. وكل ما تقوم به البالون هو فتح ثغرات في الضيق تسمح بتدفق الدم بقوة تسمح بتغذية العضلة بكفاءة .