والسرطان هو خروج على هذا القانون وفوضى تعصف بالنظام ،تصاب واحدة أو أكثر من خلايا العضو بتغير في الشكل يتبعه شذوذ في السلوك ،فتبدأ في الانقسام والتكاثر بلا توقف ولا ضرورة ولا حدود تقف عندها.
سنقتصر هنا على ذكر خصائص المرض الخبيث دون التعرض لأسبابه أو للعوامل الممهدة له أو لتفصيل التغيرات على مستوى الجينات و البيلوجيا الجزيئية إذ إن سردها هنا لا يفيد القارئ بقد ما يبعثر الحقائق الأساسية:
1ـ خلايا السرطان تتميز بالانقسام المستمر المؤدي إلى تكاثر غير محدود وتختلف سرعة تكاثرها باختلاف نوع الورم ودرجة خبثه
وضراوته.
2 ـ لا تخضع هذه الخلايا للترتيب السليم الذي يؤدي إلى الشكل المميز للنسيج الذي صدرت عنه وإنما تقتحم عليه مكونة كتلة من الخلايا المتراصة التي يصعب معها تمييز منظر النسيج الأصلي في أحوال كثيرة.
3 ـ هذه الخلايا الخبيثة قليلة القدرة على التماسك والتلاصق ببعضها البعض مما يسهل حركتها وغزوها للأنسجة السليمة المجاورة لها.
4ـ تضغط هذه الخلايا على الأنسجة السليمة المحيطة بها بحكم نموها وتضاعف حجمها وتفرز من المواد ما يقتل الخلايا المجاورة.
5ـ تغزو الخلايا السرطانية الأوعية الليمفاوية والدموية وعن طريق الأولى تنتشر لتحدث أوراماً ثانوية في الغدد الليمفاوية وعن طريق الأخرى تستقر في أماكن بعيدة حملتها الدورة الدموية إليها فتنتج أورماً ثانوية في الرئة أو الكبد أو العظام أو غيرها.
6 ـ لا تؤدي خلايا السرطان الواجبات التي تؤديها خلايا النسيج الذي صدرت عنه أو تؤديها بطريقة غير منضبطة ومن أمثلة ذلك أن بعض الخلايا تفرز مواد معينة يمكن اكتشافها في دم الإنسان غير المريض وعند حدوث سرطان شديد الخبث في هذا النسيج فقد ينعدم ظهور هذه المادة في الدم لأن الخلايا السرطانية التي دمرت النسيج الأصلي وحلت محله فقدت كل شبه به وعجزت عن أداء وظيفته وفي أحوال ،وفي أحوال أخرى حيث يكون السرطان أقل شراسة ومازال يحتفظ ببعض خصائص النسيج الأصلي ،فإن الخلايا السرطانية تستمر في إفراز هذه المواد وبالنظر لكثرة عدد الخلايا السرطانية التي تتجاوز أضعاف عدد الخلايا الأصلية ،فإن كمية المادة المفرزة تتزايد ويرتفع تركيزها في الدم وهذه الحقيقة العلمية تستغل في التشخيص حيث تعرف هذه المواد باسم دلالات الأورام.
وبعض الخلايا السرطانية تفرز مواد لم تكن الخلايا الأصلية تفرزها وتندرج أيضاً تحت مجموعة دلالات الأورام ويعد مستوى هذه المواد في الدم وسيلة لتقدير درجة انتشار المرض ، كما أن اختفائها أو تناقصها بعد الجراحة أو العلاج يعد مؤشراً دالاً على مدى العلاج أو نجاح الجراحة.
| خريطة دليل البروستاتا | السابق |