خصائص سرطان البروستاتا


قام الباحثون بفحص عينات من البروستاتا مأخوذة من المتوفين في سن الشيخوخة ممن لم يعانوا قط من سرطان البروستاتا في
حياتهم وكانت وفاتهم لأسباب بعيدة عن ذلك كأمراض القلب أو الصدر أو الجهاز الهضمي أو العصبي أو الحوادث ومن هذا
الفحص الباثولوجي يتبين أن في البروستاتا لديهم مساحات مختلفة تتميز بكل تغيرات الخلايا التي يمكن بها تشخيص الحالة كورم خبيث في البروستاتا وخلص الباحثون من هذا إلى حقيقتين:
الأولى أن سرطان البروستاتا قد يحدث في بعض أجزاء البروستاتا ويبقى كامناً لا يغزو ما حوله ولا ينتشر ولا يلد أوراماً ثانوية وبالتالي فهو لا يحدث أعراضاً بولية أو غير بولية ولا يستدعي إجراء جراحة أو دواء ومن هنا أطلقوا عليه اسم السرطان المستكن والحقيقة الأخرى هي أن سرطان البروستاتا يكون بطئ النمو قليل الضراوة أو متوسطها فإذا أضفنا إلى ذلك أنه يظهر في سن الشيخوخة كان بإمكاننا أن نتوقع أنه لن يكون سبباً للوفاة والأرجح أن يموت المريض لسبب آخر كمرض القلب أو نزيف المخ أو الالتهاب الرئوي أو غير ذلك من أسباب الوفاة في الشيخوخة.
وفي الأربعينات من هذا القرن اكتشف بعض العلماء أن سرطان البروستاتا يعتمد في نموه على هرمون الذكورة تستوسيترون فإن تعاطي المريض هذا الهرمون فإن نمو السرطان يتسارع ويبدأ في الغزو والانتشار أما إذا حرم من هذا الهرمون فإن خلايا السرطان تموت ،فينكمش حجمه ،وينطبق هذا على الورم الأصلي في البروستاتا أو ثانوياته في أنحاء الجسم.
ولما كان سرطان البروستاتا في أغلب حالاته (95%) قليل الضراوة فإن خلاياه تحتفظ ببعض خواص خلايا البروستاتا الطبيعية ولا تفقدها من ذلك إفرازها للمواد التي تفرزها الخلايا الطبيعية وهو أمر شديد الأهمية في التشخيص وتتبع الحالة بعد الجراحة أو العلاج الدوائي ،حيث يعتبر تتبع التغيرات التي تحدث في مستوى مادة أنتيجين البروستاتا النوعي في الدم من أهم وسائل تقييم العلاج.

خريطة دليل البروستاتا السابق