هل لا يصلح إجراء التوسيع إلا إذا كان الضيق في شريان واحد فقط؟


بالطبع يمكن أن يكون هناك ضيق في أكثر من شريان واحد ، هنا يصبح قرار إجراء التوسيع من عدمه أكثر تعقيداً ، وبالتالي فإنه كلما زادت درجة الصعوبة والتعقيد كلما زادت أهمية خبرة وكفاءة الطبيب في التعامل مع مثل تلك الحالات ، بل إن أهمية الخبرة تكمن في تحديد أي الحالات تصلح لإجراء التوسيع وأيها لا يصلح لذلك ،ولكن إذا أردنا أن نعطي إجابة واضحة للسؤال فسوف تكون بالإيجاب ! ، ومن الممكن إجراء التوسيع في أكثر من ضيق بل في أكثر من شريان لنفس المريض!
هذا وقد أجرينا بحثاً في ذلك الموضوع حيث قمنا بالتوسيع لمجموعة من المرضى الذين كان الضيق عندهم منتشراً في عدة شرايين ، وكانت النتائج الأولية مشجعة للغاية ، وقد كان الضيق في أحد المرضى منتشراً بشدة حيث أصاب أربعة شرايين ، وكان هناك ضيق في أكثر من منطقة بكل شريان بحيث أصبح المجموع ثماني مناطق ضيق في أربعة شرايين عند هذا المريض ، وقد تم التوسيع بنجاح تام للمريض في جلسة واحدة وباستخدام بالونة واحدة فقط تم التحكم فيها لتوسيع جميع مناطق الضيق ، وخرج المريض من المستشفى بعد 48 ساعة وعاد لمزاولة حياة طبيعية ، وعند متابعته بعد 24 شهراً وجد أنه خال تماماً من أية أعراض ويزاول الرياضة بانتظام دون أية مشاكل ، كذلك حدث نفس الشئ لحالة مشابهة تماماً (حيث كان الضيق في سبع مناطق) وأيضاً تم التوسيع بنجاح ودون أية مضاعفات ولم تعاود المريض آلام المريض الذبحة بعده عند متابعته لمدة 9 أشهر .
والحقيقة أن من أهم العوامل في نجاح التوسيع عند محاولة إجرائه في أكثر من شريان هو عنصر الاختيار واتخاذ القرار السليم من قبل الطبيب ، ويجب أن نوضح أن نسبة كبيرة من تلك الحالات ، سوف يكون القرار فيها هو التدخل الجراحي وهي نسبة حوالي 50% ،ويعني هذا أنه من الممكن تجنب الجراحة في حوالي 50% من الحالات التي ينتشر فيها المرض في عدة شرايين والتي كانت لا تعالج في الماضي إلا عن طريق الجراحة .
وبالطبع فإن احتمالات عودة الضيق بعد التوسيع تكون أكثر في تلك الحالات ، فإذا كانت احتمالات إعادة التوسيع من 17ـ 19% في الحالات العادية فإن هذه النسبة ترتفع إلى حوالي 40ـ50% عندما يكون الضيق منتشراً في عدة شرايين ، وبالتالي نعود مرة أخرى إلى أهمية اتخاذ القرار المناسب لكل حالة بناء على عوامل كثيرة ، ويجب أن نلاحظ أنه رغم ارتفاع عودة الضيق إلى 50% فإن ذلك مازال يعني أن 50% من الحالات التي كان لابد أن تجري الجراحة لعلاجها قد تم تجنبها بواسطة البالون دون فترة نقاهة طويلة ومع إمكان عودة المريض لمزاولة حياة طبيعية بعد 3ـ7أيام فقط ، وبالتالي فرغم كون البالون في مثل تلك الحالات لا يمثل الحل المثالي لكل المرضى فإنه يظل الحل الأنسب والنهائي لنصفهم على الأقل ، مع ملاحظة إمكان إعادة التوسيع بسهولة إذا عاد الضيق مرة ثانية .