ثانياً : العلاج بالليزر(Laser):


استخدام الليزر في منتصف الثمانينيات بغرض توسيع الشرايين التاجية وبنفس نظرية حرب الكواكب التي ابتدعها رونالد ريجان رئيس أمريكا السابق ، وكانت النظرية حينئذ أن يقوم الليزر بتصوير الجدار الداخلي للشريان التاجي بدقة متناهية ثم يرسل شعاعاً ينعكس من جدار الشريان بعدة موجات مغناطيسية تختلف من الجزء الطبيعي إلى الجزء المصاب بترسيب الكولسترول ، ثم يقوم جهاز الاستقبال بالليزر بتحديد المنطقة المصابة بدقة ويعكس الشعاع مباشرة إلى منطقة الضيق وبدرجة حرارة مرتفعة جداً ودقيقة جداً فتصيب الضيق فقط ولا تمس الجزء الطبيعي من الشريان ، وعن طريق الشعاع تتم إذابة الضيق نهائياً وقد تم تسمية هذا الجهاز باسم جذاب ومبهر ألا وهو "الليزر الذكي" وهنا وبمجرد ظهور هذا الوارد الجديد بدأ الكثير من المرضى في أمريكا في طلب العلاج بهذا الساحر العجيب وبدأ استخدامه لعلاج المئات من المرضى وتدريجياً بدأت تظهر نتائجه ، وقد أظهرت نتائج البحوث عدة حقائق :
أولاً : أن استخدام هذا الجهاز معقد ويحتاج لتجهيزات كبيرة ومعقدة وباهظة التكاليف .
ثانياً :أن نتائجه في توسيع الشريان التاجي بنجاح لا تفوق نتائج التوسيع بالبالون بل إنه لابد من استخدام البالون لاستكمال التوسيع بعد الليزر.
ثالثاً : أن هناك بعض المضاعفات الخاصة جداً باستخدام الليزر مثل اختراق شعاع الليزر لجدار الشريان وهذا يحدث في حوالي 1.8% من الحالات وهي نسبة قد تبدو لأول وهلة بسيطة جداً ولكن إذا ما تمت موازنتها بالبالون فهي تعتبر نسبة مرتفعة جداً .
رابعاً : أن احتمالات عودة الضيق بعد إتمام التوسيع بنجاح لم تتأثر باستخدام الليزر ، بل إن وجد فرق فهو في صالح التوسيع بالبالون ! أي أن احتمالات عودة الضيق تزيد بعد استخدام الليزر وليس العكس ! ولذلك فمن الممكن الآن أن نقول إن هذا الليزر الذكي أثبت أنه ليس كذلك على الإطلاق ، ولذلك فقد تم الإقلال بصورة كبيرة من استخدامه وهو حالياً لا يستخدم في أوربا أو أمريكا إلا في بعض المراكز المتخصصة جداً ولأغراض البحث العلمي فقط وليس للأغراض العلاجية ، وإن كانت هناك إمكانية استخدامه في بعض الحالات النادرة التي يكون فيها التكلس شديداً يصعب توسيعه بالوسائل الأخرى ، وفي تلك الحالات من الممكن استخدام الليزر ، ولكن كما قلنا فإن تكاليفه الباهظة وعدم مقدرته على الحد من عودة الضيق بعد التوسيع أدت إلى تراجع استخدامه في جميع دول العالم وإلى انحسار دوره.
أما آخر التطورات في استخدامه ، فهي خاصة بتوسيع الضيق الذي يعود بعد التوسيع بالدعامة أي أنه قد يعالج مشكلة معقدة نتيجة استخدام تكنولوجيا أخرى وحتى في تلك الحالات فنسبة نجاحه ليست كبيرة أو بالكفاءة المطلوبة ! ومع ذلك فلا يخلو الأمر من بعض الحالات التي سوف تحتاج لهذا الجهاز لإتمام عملية التوسيع بنجاح ، ولكنها لن تتعدى 1ـ2% من إجمالي حالات التوسيع .