1ـ الأرتيكاريا الحادة (المسببات والأعراض)

في كثير من الحالات يمكن تحديد مسببات الأرتيكاريا الحادة ، خاصة إذا ظهرت مباشرة عقب تناول طعام معين. ولكن في حالات أخرى تكون المهمة عسيرة ، خاصة في ضوء تعدد أنواع الأطعمة والمأكولات ، وبعضها قد يحتوي على ألوان صناعية ومواد كيميائية حافظة قد تكون هي السبب في الحساسية وليس نوع الطعام نفسه. بل إن هناك أطعمة تسبب ظهور الأرتيكاريا ليس لاحتوائها على أنتيجينات مثيرة للجهاز المناعي للجسم. ولكن لوجود مادة "الهستامين" ضمن مكوناتها مثل بعض أنواع الأسماك . قد تحتوي بعض الأطعمة على مواد مفرزة للهستامين . كذلك فإن الأطعمة الحريفة والمضاف إليها التوابل بكثرة ، أو المحتوية على مواد سامة نتيجة نشاط الميكروبات ، قد تكون سبباً في ظهور الأرتيكاريا.
ومن ناحية أخرى ، قد يؤدي تناول بعض الأطعمة ، كأنواع معينة من الفواكه ، إلى حدوث حالة حساسية عامة شديدة تصيب كثيراً من أنسجة الجسم . فلا يقتصر الأمر في هذه الحالة على الطفح الجلدي بل يعاني المريض من غثيان وقئ وإسهال ، وضيق في التنفس ، وزيادة في سرعة ضربات القلب ،وهبوط في ضغط الدم وعرق غزير. في الحالات الشديدة قد يتعرض المريض لإغماءة أو شبه إغماءة ، وهو ما يعرف بــ"فرض الحساسية" أو "صدمة الحساسية" . ويعتبر الفول السوداني من الأغذية المسببة لحالات من الأرتكاريا الشديدة التي يمكن أن تتطور إلى "صدمة الحساسية".بل سجلت في البلاد الغربية بعض الحالات القليلة التي استلزمت نقل المريض إلى حجرة الإنعاش بعد تناوله للفول السوداني.
ورغم أن الأطعمة من الأسباب المهمة لظهور الأرتيكاريا في الصغار والكبار معاً ، فهي ليست السبب الوحيد. فدائرة المسببات تتسع لتشمل بعض أنواع العقاقير والمواد الغريبة بالدم التي يظهر تأثيرها إذا تعرض المريض لظروف صحية تستلزم نقل الدم إليه ، وأيضاً بعض المستنشقات المهمة مثل حبوب لقاح الحشائش وعتة تراب المنزل وشعر وقشور جلد مخلفات الحيوانات.
وهناك مجموعة من العقاقير لا يعتمد مفعولها في إحداث الأرتيكاريا على التفاعلات المناعية للجسم المناعي "IgE" التي تصاحب حالات الحساسية ، ولكنها بدلاً من ذلك تؤثر مباشرة على الخلايا البدينة(خلايا ماست) وتدفعها إلى إفراز مادة الهستامين المسئولة عن ظهور أعراض الأرتيكاريا. ومن هذه العقاقير الأسبرين وبعض مسكنات الآلام الروماتيزمية ، والصبغات الكيميائية المستخدمة في الأشعة الملونة ، والبنج الموضعي ، ومركب التارتازين الذي يدخل في تلوين بعض الأطعمة . ونظراً لطبيعة تأثير هذه العقاقير ، فإنه يمكن لأي منها أن يسبب ظهور الأرتيكاريا دون أن يكون هو بالضرورة نفس العقار الذي سببها من قبل ، وهذا من شأنه أن يصعب من مهمة الكشف عن العقار المسبب للأرتيكاريا . وكما ذكرنا فإن التفاعلات التي تحدث في هذه الحالات تختلف عن التفاعلات التي تميز الحساسية المناعية. وتكون الأعراض في صورة حكة جلدية واحمرار عام بالجلد ، وخزب وعائي ، واحتقان في الأنف ، وتدميع مستمر بالعينين ، وخشونة في الصوت ،وأزيز في الصدر ، وأحياناً يتعرض المريض لهبوط عام أو غيبوبة.
خريطة دليل الحساسية السابق