1ـ هل ترتبط الإصابة بأمراض الحساسية المختلفة بالمرحلة العمرية للإنسان ؟ وهل يزداد التعرض لهذه الأمراض مع التقدم في السن أم يحدث العكس؟


يمكن لأي صورة من أمراض الحساسية أن يصيب الإنسان في أي مرحلة من مراحل حياته. فمثلاً قد يتعرض الأطفال الرضع للإصابة بالإكزيما الوراثية (التأتبية) التي تظهر أعراضها على منطقة الخدين في الشهور الأولى من عمر الطفل ، ثم لا تلبث أن تظهر على الجزء الأمامي من الكوع والجزء الخلفي من الركبة عندما يبلغ الطفل عمر سنة أو أكثر قليلاً. وغالباً ما تختفي الإكزيما تماماً لتظهر أعراض حساسية الأنف في عمر 3 سنوات. وقد تستمر حساسية الأنف مع الطفل أو تزول كلية ليبدأ ظهور أعراض الحساسية الصدرية(الربو الشعبي).
ويلاحظ في بعض الأطفال أنهم قد يتعرضون للإصابة بحساسية الجلد والأنف والصدر معاً وفي نفس الوقت، بينما قد تختفي أعراض الحساسية الجلدية في البعض الآخر لتظهر حساسية الأنف ، أو تختفي حساسية الأنف لتظهر أعراض الربو الشعبي .والمعروف أن الربو الشعبي الوراثي يظهر عادة في الأطفال دون العاشرة من العمر.
وفي كثير من الحالات قد تعتقد الأم أن طفلها يعاني من أعراض أنفلونزا شديدة ومتكررة ، وقد تفسر للطبيب ما يحدث لطفلها بأنه نتيجة مناعته الضعيفة ،وهي لا تدري أن طفلها مريض بالحساسية التي لا تلبث أعراضها أن تظهر بعد سنوات قليلة في صورة سعال وأزمات ربوية.
و قد يتعرض الطفل الرضيع لحساسية بالجهاز الهضمي ، وتظهر أعراضها على هيئة مغص وقئ وإسهال. وتجدر الإشارة إلى أنه في كثير من حالات حساسية الأطعمة ، لا يقبل الطفل على تناول نوع الطعام المسبب للحساسية ويبدي امتعاضاً منه. وأحياناً قد يحدث العكس ، فيقبل الطفل على تناول هذا الطعام بشغف ، ومن ثم تكثر الأم من تقديمه له مما يؤدي إلى تفاقم أعراض الحساسية.
ومن ناحية أخرى ، تظهر أعراض حساسية الجهاز التنفسي في كثير من الأطفال على هيئة سعال فقط عند التعرض لمسبب الحساسية سواء كان إحدى المواد المستنشقة أو طعاماً معيناً . وكما ذكرنا من قبل ، فقد يتعرض الطفل لنوبات السعال عقب أقل مجهود جسماني كالضحك أو البكاء . ومع الزيادة المطردة في نمو الطفل يبدأ ظهور أزيز(تزييق) بالصدر ، وضيق بالتنفس مع نوبات من السعال ، أي تظهر أعراض الربو الشعبي.
وبالرغم من أن الربو الشعبي قد يصيب البعض ممن تعدوا عمر 40 أو 50 سنة ،فإنه يختلف تماماً ـ سواء من حيث مسبباته أومنشئه المناعي أو علاجه ـ عن الربو الشعبي الوراثي الذي يصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات.
كذلك قد يتعرض بعض الأطفال الصغار للإصابة بحساسية الأرتيكاريا الجلدية التي تظهر على هيئة حساسية حبيبية ، لكنها شئ آخر تماماً غير الأرتيكاريا التي تصيب البالغين والأطفال ويصحبها تورم بالشفاه والعينين، والتي تسببها بعض الأطعمة أو العقاقير أو العوامل النفسية.
وقد يتعرض الإنسان في ظروف خاصة لظهور أعراض الحساسية كما يحدث في حالة السيدة الحامل ، التي قد تصاب بالربو الشعبي أو الأرتيكاريا . لكن هذه الأعراض تكون مؤقتة وسرعان ما تختفي بعد الوضع.
خريطة دليل الحساسية السابق