ثانياً : حساسية الصدر (الأعراض) 1

قد يبدأ ظهور الأعراض في سن مبكرة على هيئة أزيز بالصدر (سببه ضيق في الشعيرات الهوائية) ،وسعال مستمر وبلغم مصحوب بضيق في التنفس. وعادة ما تزداد وطأة الأعراض ليلاً. وفي بعض الحالات ، تظهر الأعراض على صورة سعال وضيق بالتنفس بعد أداء الطفل لمجهود جسماني كاللعب والجري أو ممارسة الرياضة البدنية. أما الطفل الرضيع المصاب بالمرض ، فيكفي مجرد الضحك أو البكاء أو حتى الرضاعة ، لتجعله يسعل ، وقد يدفعه ضيق التنفس إلى الامتناع عن الرضاعة لفترة من المزمن.
وفي الواقع ، يوجد اعتقاد خاطئ لدى الكثير من المرضى والأهالي ، بل وبعض الأطباء ، مفاده أن إصابة الطفل بالربو الشعبي مسألة وقتية ، وأنه ببلوغ الطفل السابعة من عمره ستختفي أعراض المرض ويشفى تماماً . وهو اعتقاد غير سليم ولا يستند إلى أي أساس علمي . فقد أظهرت الأبحاث التي أجريت على المستوى العالمي لمتابعة حالة الأطفال المصابين بالربو الشعبي ، أن ما يتراوح بين 30ـ60% منهم تختفي لديهم أعراض المرض عند وصولهم لسن البلوغ. وفي بعض الحالات تعاود الأعراض الظهور مرة أخرى بعد ذلك بسنوات. لكن مع ذلك لم يتضح وجود علاقة بين حدة أعراض المرض وسرعة اختفائه ، فقد تظهر بصورة خفيفة ويستمر المرض سنوات وسنوات ، وقد تظهر شديدة ويختفي المرض. ومن هنا يتضح خطأ التسليم بأن الربو الشعبي قابل للاختفاء في مرحلة ما من العمر ، مما يؤدي إلى حرمان الطفل من فرصته في التشخيص المبكر والعلاج الصحيح.
ومن أهم أعراض الربو الشعبي ـ كما ذكرنا ـ السعال ، الذي قد يكون جافاً ومتكرراً ، أو يصحبه بلغم ، ويتعرض المريض لأزمات صدرية على هيئة ضيق شديد في التنفس ، وينتابه خلالها سعال تشنجي متكرر. وفي هذه الأزمات يخرج هواء الزفير بصعوبة شديدة محدثاً صوتاً مميزاً أشبه بـ"الأزيز" (التزييق) ، وقد يسمع "الأزيز" عند الشهيق أيضاً في بعض الحالات الشديدة . أما في الحالات الحرجة فقد يختفي صوت "الأزيز".
ويمكن لأهل المريض التأكد من حدوث الضيق الشديد بالتنفس عن طريق قياس عدد مرات تنفس المريض في الدقيقة. ويتم ذلك بتتبع عدد مرات تحرك البطن أو الصدر ، أو صعود وهبوط العضلات بين الضلوع ، في دقيقة كاملة (وليس في ربع دقيقة ثم يضرب الرقم × 4 ، كما يفعل البعض) ، ويستعان في ذلك بساعة تشمل على عقرب للثواني. فإذا زاد عدد مرات تنفس المريض على معدلات التنفس الطبيعية في الدقيقة (30ـ40 مرة في الرضع ، 20ـ25 مرة في الأطفال ، 16ـ20 مرة في البالغين) كان ذلك مؤشراً على حدوث ضيق بالتنفس . ومن علامات ضيق التنفس أيضاً حركة فتحتي الأنف أثناء التنفس ، وشفط الجزء الأعلى لعظمة الصدر والمنطقة الواقعة أسفل الضلوع أثناء الشهيق. وفي كثير من الحالات يعجز المريض عن بذل أي مجهود جسماني أثناء الأزمات الربوية المتوسطة أو الشديدة.
خريطة دليل الحساسية السابق