ثانياً : حساسية الصدر (الأعراض) 2


ويحدث كثير من الأزمات الربوية ليلاً أو عند الفجر ، ويرجع ذلك لأسباب فسيولوجية داخل الجهاز التنفسي مثل تأثر عضلة الحجاب الحاجز بالوضع الأفقي أثناء النوم ليلاً ، وانخفاض نسبة الكورتيزون (الذي يفرز في الجسم) أثناء الليل.
ورغم ظهور البلغم المصاحب لحالات الربو الشعبي باللون الأخضر أو الأصفر ، فإن هذا لا يعني بالضرورة وجود التهاب بالشعب الهوائية، ولكن يرجع السبب في ذلك إلى الخلايا الحمضية التي تلعب دوراً كبيراً في حدوث الحساسية. فعند نمو أعداد هذه الخلايا بدرجة كبيرة ، فإنها تكسب البلغم لونه الأخضر أو الأصفر ، ومن هنا يتضح عدم جدوى العلاج بالمضادات الحيوية في مثل هذه الحالات.
ويصحب الربو الشعبي في كثير من الأحيان حساسية بالأنف قد تمثل البداية الأولى لأعراض حساسية الصدر. فليست كل متاعب الأنف تنحصر في الأنفلونزا والالتهابات الميكروبية كما يعتقد كثير من المرضى ، بل يمكن أن يتعرض الأنف لأنواع من الحساسية ، خاصة الاستنشاقية . وحيث إن الأنف يشكل الجزء العلوي من الجهاز التنفسي ، فإن حساسية الأنف يتبعها في أغلب الحالات حساسية بالصدر . فقد تجد إفرازات الأنف المصاب بالحساسية طريقها إلى الصدر (خاصة الليل) حيث تسبب سعالاً وأزمة صدرية.
وقد يكون الأمر مجرد التهابات ميكروبية بالأنف ، لذا ينبغي استشارة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة للوصول للتشخيص السليم.
ومع ذلك فإنه كثيراً ما يعقب الالتهابات الفيروسية المتكررة بالجهاز التنفسي ، ظهور الربو الشعبي ، خاصة في الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بأمراض الحساسية ، إذ تسبب بعض الفيروسات التهابات بالشعيرات الهوائية الدقيقة ، خاصة في الأطفال حديثي الولادة حتى عمر سنتين ،ويؤدي ذلك إلى حدوث ضيق بالتنفس وخروج هواء الزفير بصعوبة مصحوباً بصوت "أزيز" . وقد تحدث العدوى الفيروسية التهابات بالحنجرة ، وتسبب سعالاً جافاً له صوت مميز يشبه نباح الكلاب ، وقد يصل الأمر إلى حد شعور الطفل بالاختناق نتيجة ضيق الحنجرة . وبتكرار تعرض الطفل لهذه الأعراض ، قد يصاب بالربو الشعبي ، إذا كان لديه استعداد وراثي للحساسية.
وقد يظهر الربو الشعبي بكثرة في شهور الشتاء مع استنشاق الهواء البارد ، خاصة بعد بذل مجهود جسماني ، حيث يحدث أزيز وضيق في التنفس ،وقد يظهر عقب تناول بعض الأطعمة كالموز.
خريطة دليل الحساسية السابق