بداية نقول إن الأعراض التي تصيب بعض الناس بعد تناولهم الفول المدمس لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأمراض الحساسية التي تعرضنا لها بالشرح،والتي تعتمد على التفاعلات المناعية في جسم الإنسان. والواقع أن إطلاق لفظ"حساسية" على ما يصيب بعض الأطفال بعد أكل الفول من فقر بالدم وشحوب بالوجه ،يعكس نوعاً من سوء الفهم لطبيعة أمراض الحساسية. فحقيقة الأمر أن هؤلاء الأطفال يعانون من نقص خلقي في بعض الإنزيمات المهمة التي تحافظ على الكرات الدموية الحمراء بالجسم ، فلا تلبث هذه الكرات أن تتعرض للتكسير عند تناولهم بعض الأطعمة كالبقول أو بعض العقاقير. فالحساسية المناعية ، كما هو واضح ، ليس لها دور فيما يحدث. وهذه الحالات يمكن بسهولة تشخيصها إكلينيكيا ومعملياً ، ويجب التمييز بينها وبين الحساسية المناعية التي تحدث نتيجة تناول بعض الأطعمة ، مثل الفول السوداني والفول المدمس ، مما يؤدي إلى ظهور أرتيكاريا بالجلد.