أولاً :حساسية الأنف (الأعراض)

يعاني المريض من العطس ، وانسداد بالأنف قد يسبب ضيقاً بالتنفس خاصة مع بذل مجهود جسماني. كما تكون هناك رغبة شديدة لحك الأنف ،ويتخذ الحك صورة تدليك للأنف من أسفل لأعلى في اتجاه الرأس. ويمتد الحك أحياناً إلى سقف الحلق والعينين والأذنين. وتتضمن الأعراض أيضاً حدوث رشح شديد بالأنف (سيلان بالأنف) ، وقد يحدث نزيف بالأنف وتظهر هالات داكنة أسفل العينين ويتورم الجفنان السفليان. وفي الحالات الشديدة قد يفقد المريض حاسة الشم تماماً.
وفي بعض حالات حساسية الأنف ، خاصة لدى الأطفال ، قد تجد إفرازات الأنف طريقها ـ أثناء النوم ـ إلى الحلق ، ثم إلى الشعب الهوائية حيث تصيب المريض بسعال مستمر أو ربو شعبي . وفي هذه الحالات ، يجب على أهل الطفل عرضه على أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة.
ويصحب حساسية الأنف عادة تضخم في الأنسجة الليمفاوية للجهاز التنفسي العلوي . إذ تتضخم اللوزتان ، وفي هذه الحالة قد ينصح بعض الأطباء باستئصالها ، باعتبارها السبب في معاناة المريض من السعال والضيق الشعبي. ويهمنا هنا أن نزيل بعض اللبس في أذهان عامة الناس عن استئصال اللوزتين. فنحن لا نلجأ إلى الاستئصال إلا في وجود ضرورة صحية تحتم ذلك ، وهو ما ينطبق على المرضى الذين يعانون من حساسية الأنف والصدر كما ينطبق على غيرهم. فيجب أن تكون اللوزتان قد أصبحتا عرضة للالتهابات البكتيرية المتكررة، وانتشر بهما الصديد حتى تحولتا إلى بؤرة صديدية خطيرة بالجسم ، أو ملأتهما الفجوات وانكمش حجمهما بصورة ملحوظة ، أو امتد الالتهاب ليصيب الغدد الليمفاوية تحت الفك السفلي . في هذه الظروف يقرر الطبيب استئصال اللوزتين ، خوفاً من تعرض الطفل لمضاعفات صحية مثل الحمى الروماتيزمية والتهاب الكليتين. إلا أنه لأسباب غير معروفة حتى الآن ، تبين أن استئصال اللوزتين لمريض يعاني من حساسية شديدة بالأنف ، قد يؤدي إلى زيادة حدة المرض أو ظهور الربو الشعبي في الحالات التي كانت تعاني من السعال فقط . لذلك لا يجوز استئصال اللوزتين لمريض بالحساسية ، خاصة حساسية الصدر ، قبل أخذ مشورة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة ، فقد يرى الاكتفاء باستئصال اللحمية فقط حرصاً على صحة المريض.
خريطة دليل الحساسية السابق