أ ـ فيروس الالتهاب الكبدي ب هو أول فيروس من هذه المجموعة يتم فصله ودراسته ، يحتوي سطح الفيروس على أنتجين(مولد المضاد ، هو مادة تحث على تكوين جسم مضاد عند دخولها الجسم الحي ) يسمى الأنتيجين السطحي HBsAg ، أما اللب فيحتوي على أنتجين اللب HBc Ag ، بالإضافة إلى الحمض النووي DNA وإنزيمه الخاص DNA Polymerase ، هناك أيضاً أنتجين آخر في اللب ، له أهمية خاصة ، يرمز إليه بحرف e اسمه الكامل HBE Ag.
ب ـ التشخيص المناعي (السيرولوجي) لمريض الالتهاب الكبدي الفيروسي يعتمد على العثور على أنتيجينات الفيروس ، أو على الأجسام المضادة لها ، في دم المريض ، أول هذه هو الأنتيجين السطحي HBs Ag يظهر في الدم بعد نحو ستة أسابيع من العدوى ،ويختفي عادة خلال ثلاثة أشهر ، أما إذا استمر بعد ستة أشهر ، فالمصاب إذن حامل فيروس ، وأما الجسم المضاد له ، وهو Anti-HBs فيظهر متأخراً ، ويبقى ، لأنه دليل المناعة .
أما الأنتيجين الآخر HBE AG ، فيظهر ويختفي أسرع من سابقه ، لأنه دليل على العدوى بالفيروس وعلى تكاثره ، فإذا استمر بالدم لأكثر من عشرة أسابيع ، كان ذلك دليلاً قوياً على الإزمان ، أما إذا ظهر جسمه المضاد ANTI-HBE فهو دليل الشفاء التام.
هناك أيضاً الأنتيجين الثالث HBC AG ، وهو لا يعثر عليه عادة في الدم ، ولكننا نبحث عن جسمه المضاد ANTI-HBC ، وبخاصة جزؤه الجلوبيوليني IGM فقد يدل على الإزمان .
ويتبقى أخيراً الحمض النووي HBV DNA ، فهو أدق المؤشرات دلالة على تكاثر الفيروس .
هناك أيضاً فحوص مناعية تجري على نسيج عينة الكبد ، منها مادة "أورسين" التي تصبغ الأنتيجين السطحي باللون البرتقالي ، وفحوص أخرى للكشف عن لب الفيروس .
جـ ـ نسبة الإصابة بحاملوبريطانيا،، إذا اعتبرنا الأنتيجين السطحي فقط ، قدرت في العالم أجمع بثلاثمائة مليون مصاب ، 75% منهم آسيويون ، إلا أن نسبة الإصابة تختلف من بلد إلى بلد : 0.1 ـ 0.2% في الولايات المتحدة وبريطانيا، 3% في اليونان وجنوب إيطاليا، 5% في مصر، وقد تصل إلى 10ـ15% في إفريقيا والشرق الأقصى، أما إذا اعتبرنا أيضاً الجسم المضاد للفيروس، فنسبة الإصابة للتعرض للعدوى إذن أعلى بكثير.
د ـ ينتقل فيروس ب عن غير طريق الفم عادة ، وقد ينتقل جنسياً ، ويصاب الطفل الوليد بالعدوى من أمه حاملة الفيروس أثناء الولادة أو بعدها ، والعدوى بين أفراد العائلة الواحدة شائعة ، خصوصاً عند استعمال الأدوات المشتركة كفرش الأسنان وأمواس الحلاقة ، والعلاقات الجنسية الوثيقة ، وحتى التقبيل ، قد تنقل العدوى .
أما انتقال العالطبية،ريق نقل الدم ، فنحن نحاول أن نمنعه باستبعاد حاملي الفيروس من بين المتطوعين وبائعي الدم ، لكن وسائل العدوى إلى الدم متعددة : الأدوات غير المعقمة في العمليات الجراحية ، أو في علاج الأسنان ، أو في العلاج بالحقن ، أو التطعيم ، أو الوشم ، أو تقليم الأظافر ، أوثقب الأذن للقرط ، أو العلاج بوخز الإبر ـ ثم هناك طبعاً مدمنو المخدرات ،وأصحاب الشذوذ الجنسي .
إن أهل المهنة الطبية ، خصوصاً الجراحين وأطباء الأسنان والمعاملين مع علاج الأورام أو بنوك الدم أو عيادات الغسيل الكلوي ، كل هؤلاء معرضون لمخاطر خاصة للعدوى بالفيروس ، و"شكة الإبرة " معروفة عواقبها جيداً للجراحين .
والجواب:عوض والبق وغيرهما من الحشرات الناقلة للدم، هل هي وسيط للعدوى بفيروس الالتهاب الكبدي ؟ الجواب لا زال مجهولاً ، على الرغم من أنه لم يثبت أن الفيروس يتكاثر في الحشرات .
سؤال الآخر : هل يؤدي استعمال المناظير الطبية إلى انتقال العدوى بالفيروس من المريض إلى السليم ؟ والجواب : قطعاً لا ، طالما المنظار ينظف ويعقم بالوسائل المعروفة .
هـ ـ إصابة الكبد بالفيروس ب قد تحدث بلا أعراض ودون أي يرقان ، كما هو واضح من النسبة المرتفعة لحاملي الفيروس ، إلا أن الالتهاب من النوع ب يكون عادة أشد وطأة من النوع أ أو النوع ج ، وله بوادر مبكرة ومناعية ، منها ارتفاع الحرارة وألم المفاصل والارتكاريا أو طفح الجلد ، وله أيضاً مضاعفات مناعية تلهب الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي أو في الكلى أو في الأعصاب.
أما حامل الفيروس فقد يبدو سليماً لأول وهلة ، وحتى وظائف الكبد المعملية قد تبدو طبيعية ، إلا أن عينة الكبد قد تبين التهاباً في الكبد تتفاوت درجته إلى حد التليف ، وخير وسيلة للبحث عن نشاط الفيروس المتكاثر هو الفحص السيرولوجي للأنتجين E وللحمض النووي DNA.
و ـ التطعيم ضد فيروس الكبد ب يحضر لقاحه من الأنتيجين السطحي ، جمع أولاً من بلازما حاملي الفيروس ب ، وهو يصنع الآن بتكنولوجيا الهندسة الوراثية من الخميرة .
الجرعة للبالغ 10 ميكروجرام في العضل (عضل الكتف خير لهذا الغرض من عضل الألية )، وتكرر بعد شهر ثم بعد ستة أشهر ، ولا داعي للتطعيم ، إذا كان الشخص أصلاً يحمل الأجسام المضادة لسطح الفيروس ولبه ، بعض الناس ، وخصوصاً البدينين وكبار السن ، يحتاجون إلى جرعة أكثر (20 ميكروجرام) ، أو إلى جرعة تعزيزيه بعد بضع سنوات ، أما الأطفال فلهم جرعة أصغر .
التطعيم ضروري لأهل المهنة الطبية ، وخصوصاً الجراحين وأطباء الأسنان ومساعديهم ، والمتعاملين مع وحدات الغسيل الكلوي ومراكز الكبد ومعامل التحليل ، والتطعيم مطلوب كذلك لأهل المريض بالتهاب الكبد الفيروسي ب ، وللمخالطين لحامل الفيروس ، وعلى وجه الخصوص لشريك الزواج ، وفي حالة مخالطي المريض بالالتهاب الكبدي الحاد ، يمكن تطعيمهم باللقاح الواقي ،وحقنهم في الوقت نفسه بالمصل المناعي للجوبيولين ، والتصرف ذاته يطبق على الطبيب ومساعديه ، إذا تعرض أحدهم بالصدفة لوخز أو جرح في جسمه أو تلوث بدم يحتوي على الفيروس .
أما الأطفال حديثو الولادة ، فلهم أهمية خاصة ، لأن الإصابة المزمنة بالفيروس ب قد تؤدي بمرور الوقت إلى مرض الكبد المزمن وسرطانه ، لذلك ينصح بالتطعيم المبكر للأطفال ، وقد أوصت هيئة الصحة العالمية بالتطعيم الروتيني ضد الفيروس ب في أي دولة تزيد نسبة الإصابة به عن 2.5% والجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية قد أشادت بنجاح حملة التطعيمات في مصر والتي غطت 90% من المعرضين للإصابة بهذا المرض .
خريطة دليل الكبد | السابق |