يبدأ بالفحص الشامل العام للجسم ، وزن الجسم ،
وهل طرأ عليه نقص أو زيادة ملحوظة ؟ هل يشعر المريض بألم ؟ ما نوعه وما
مكانه وماذا يزيد منه وماذا يخففه؟ هل ذهنه واضح ، أو هو متلبد؟ هل يداه
مرتعشتان ونفسه نتن كما في الغيبوبة الكبدية ؟ هل بالجلد كدمات توحي بالنزف
، أو احمرار بالكفين وعناكب شريانية تدل على الفشل الكبدي ؟ هل المريض
يشكو الحكاك (الالرجل،لده ملئ بالخدوش؟ وهذا إذن دليل على انسداد الصفراء
من تراكم أملاحها ، هل بالجلد قروح فوق قصبة الساق ، كما في الأنيميا
التحللية؟ هل بالرجلين أوديما من تراكم الماء كما في تليف الكبد ؟ هل هناك
تضخم بالثديين في الرجل، أو ضمور في المرأة ؟هل هناك تضخم بالغدة الدرقية ،
أو بالعقد اللمفية ؟
عشرات من الأسئلة يمكن أن توجهنا إلى التشخيص الصحيح ، فالسؤال الجيد كما قالوا، نصف الإجابة ؟
فإذا
انتقلنا إلى فحص البطن، التفاصيل،أن نصف تفصيلاً حالة الكبد، والمرارة,
الطحال، وجدار البطن، ومحتوياته: هل به استسقاء ؟ هل بداخله أورام محسوسة ؟
وما نوعها ؟ ولن أثقل على القارئ بكل هذه التفاصيل، وعلينا طوال الفحص أن
نذكر جيداً الإطار الذي نتحرك فيه ونرجع إليه: هل نحن أمام يرقان تحللي، أو
خلوي كبدي، أو انسدادي؟ وإذا كان انسدادياً ، فهل هو ركود داخل الكبد أو
انحباس خارجه ؟
علينا أيضاً أن نعرف أن اليرقان ليس دائماً من النوع
البحت ، بل كثيراً ما يختلط ، فالأنيميا التحللية قد يصاحبها بعض من خلل
الخلايا الكبدية ، والالتهاب الكبدي أو تليف الكبد قد يؤدي إلى درجة من
تحلل الدم أو من ركود الصفراء ، وانسداد الجهاز المراري قد تنعكس آثاره على
أداء الخلايا الكبدية ، ونفس هذا التداخل بين مستويات اليرقان وأسبابه
سنرى آثاره في تحاليل وظائف الكبد .
خريطة دليل الكبد | السابق |