3ـ في الحمل : يرقان الحمل وأسبابه

حجم الكبد طبيعي في الحامل ، وسريان الدم فيه طبيعي أيضاً ، كذا وظائف الكبد الكيميائية ، إلا أن الفوسفاتاز القلوي قد يزيد قليلاً في الشهور الأخيرة ، لأن مصدر الزيادة هي المشيمة ، احمرار الكفين ، والعناكب الشريانية مظاهر طبيعية في بعض الحوامل لا تدعو إلى القلق. يرقان الحمل : له أسباب عدة :
1ـ تقياء (فرط قئ) الحمل في الشهور الثلاثة الأولى مصدر ليرقان خفيف في بعض الحوامل لا يدعو إلى القلق.
2ـ تشحم الكبد الحاد في الشهور الثلاثة الأخيرة أخطر من سابقه بكثير ، وسببه غير معروف ، تتجمع حويصلات دقيقة من الشحم في خلايا الكبد ، وتكون نواة الخلية كثيفة ومتمركزة ، تبدأ الأعراض بالغثيان والقئ ووجع البطن ، ثم يظهر اليرقان ، خاصة في البكرية أو حامل التوائم ، وقد تتفاقم الحالة فيظهر النزف أو الاستسقاء أو الفشل الكلوي أو الغيبوبة ، كانت نسبة الوفاة في الأم والجنين 80ـ90% ،أما الآن مع العلاج الحديث والمبكر ، فقد انخفضت النسبة إلى أقل من 20% وفي بعض الحالات نعجل بالولادة بعملية قيصرية إنقاذاً للأم والجنين.
3ـ تسمم الحمل : هو الآخر غير معروف السبب ، وفيه تتنكرز(تموت) الخلايا الكبدية وتنزف حول المسارات البابية ، تبدأ الأعراض بالغثيان والقئ وألم في فم المعدة أو في ربع البطن الأيمن العلوي ، وعلاماته الرئيسية هي ارتفاع ضغط الدم ، وتراكم الماء في الجسم ، والزلال في البول ، أما اليرقان فعلامة متأخرة في الحالات الشديدة المعروفة "بالإكلامبسيا"، وقد تنتهي بالموت ، وهناك تشابه ومشاركة بين هذا المرض وتشحم الكبد الحاد ، والإنقاذ الأخير قد يكون إنهاء الحمل .
4ـ ركود الصفراحميد،لحمل : هذا أيضاً غير معروف السبب ، وفيه تركد الصفراء في القنوات المرارية داخل الكبد ، وتؤدي إلى الحكة الشديدة (الهرش) واليرقان ، عادة في شهور الحمل الأخيرة ، نسبة البليروبين والفوسفاتاز القلوي في الدم مرتفعة ، أما إنزيمات الترانساميناز فطبيعية ، وهذا يستبعد الالتهاب الكبدي ، والموجات فوق الصوتية تستبعد الانسداد الجراحي في القنوات خارج الكبد . هذا المرض مرض حميد ، لا خوف منه على الأم ولا على الوليد ، ولكن الحالة قابلة للعودة بعد حمل جديد ،ولذا يجب أن تحذر الأم بذلك ،وأن تتجنب حبوب منع الحمل حتى لا تتعرض للحكة (الهرش).
5ـ التهاب الكبد الفيروسي : نصف حالات اليرقان في الحوامل ، سببها التهاب الكبد الفيروسي ، وفي البلاد المتقدمة يسير المرض سيراً عادياً في الحوامل كما في غير الحوامل ، ولا خوف من تشوه الجنين ، إلا أن سقوط الجنين (الإملاص) أكثر احتمالاً ، وفرص انتقال فيروس ب (B) من الأم إلى طفلها تشكل خطراً كبيراً ، لذا يجب تطعيم الحامل متى تعرضت للعدوى ، وكذا وليدها ، بالطعم الواقعي (الفاكسين) ، أما فيروس ج (C) ،ففرص انتقال الأجسام المضادة له من الأم إلى الوليد قد تمكث فيه شهوراً ، ولكنها لا تشكل مرضاً ، وأما فيروس هـ (E) ، فنسبته في الحوامل مرتفعة في البلاد المتخلفة ، وفي شهور الحمل الثلاثة الأخيرة قد تصل نسبة الوفاة إلى 20%.
6ـ الحصيات المرارية : أكثر احتمالاً في الحوامل منها في عامة الناس ، وقد تذوب وتختفي بمرور الوقت إذا كانت صغيرة أشبه بذرات الرمل أو الطين ، وإذا انحشرت حصاة مرارية في قناة الصفراء أمكن إخراجها بالمنظار.
7ـ تليف الكبد في المرأة يقلل من فرصها في أن تحمل ، وإذا حملت يندر أن تلد ولادة طبيعية في ميعادها المكتمل ، إلا أن تليف الكبد ، في حد ذاته ليس داعيا إلى إنها الحمل ، وكذلك مريضة الالتهاب الكبدي المزمن النشيط المناعي ، يمكن استمرارها بعلاج مركبات الكورتيزون إذا حملت ، ولا داعي لإنهاء الحمل .
خريطة دليل الكبد السابق