في المريض المرشح لزرع اهي: يجب أن يكون المرض متفاقماً (Progessive) ، لا رجعة فيه ، ولا بديل لعلاجه بالوسائل الأخرى ، أما ضخامة العملية وما بعدها فيجب أن تشرح بوضوح للمريض ولأهله ، بما في ذلك النفقات المالية المحتملة ،وأن المريض بعد نجاح الزرع سيعيش بقية حياته على أدوية كبت المناعة ،وأما التوقيت المناسب للزرع فهو قرار صعب : للطبيب وللمريض على حد سواء .
أهم الدواعي لزرع الكبد هي :
1 ـ تليف الكبد: الفيروسي، والمناعي، والكحولي، والصفراوي(المراري) الأولي.
في الغرب ، تليف الكبد الكحولي هو أهم الدواعي ، بشرط أن يكف المريض عن شرب الخمر لمدة ستة أشهر على الأقل قبل الزرع ،وألا تكون الخمر قد أفسدت مخه أو غيره من أعضاء الجسم الحيوية .
تليف الكبد الفيروسي بأنواعه الثلاثة : بB ، دD ، جC كلهللزرع، للزرع ، إلا أن النوع ب المزمن يجب أن تكون دلالاته سلبية للأنتيجين HBeAg والحمض النووي HBVDNA ، وإلا انتشر الفيروس في الجسم بعد الزرع ، حتى بعد معاودة الزرع بكبد جديد ، وفرص بقاء الحياة تقل كثيراً ، تليف الكبد المناعي قابل للزرع ، حتى بعد طول استعمال الكورتيزون ومضاعفاته كهشاشة العظام .
تليف الكبد المناعي قابل للزرع ، حتى بعد طول استعمال الكورتيزون ومضاعفاته كهشاشة العظام .
تليف الكبد الصفراوي (المراري ) الأولي من أنجح الدواعي للزرع ، لأن وظائف خلايا الكبد تكون عادة سليمة .
أما تليف الكبد البلهارسي المحض (أي غير المختلط بأمراض أخرى في الكبد ) ، فلا حقائق معروفة عنه تحدد موقفه من دواعي زرعه .
والمهم عند الزرع أن تليف الكبد ، بصرف النظر عن أسبابه وأنواعه ، يجب أن تكون حالته متأخرة ، أي من الدرجة الثالثة المعروفة بــChild c (نسبة إلى الطبيب "تشايلد" الذي صنف درجاته ) فيكون زمن البروثرومبين أطول من 5 ثوان ،وتركيز الزلال في الدم أقل من 3 جم % ، والاستسقاء عصياً على العلاج ،والنزف من دوالي المرئ قد فشل بعد العلاج والتصليب بالحقن ، وعلى العكس من ذلك ، لاداعي للزرع إذا كان المريض محتضراً ، أو كان المريض يحيا حياة شبه طبيعية برغم طول الزمن .
2ـ أمراض الكبد الأيضية (الميتابولزمية) مثل نقص "أنتي تربسين ألفا1" الذي قد يسبب يرقاناً في الأطفال حديثي الولادة ويتحول إلى تليف بالكبد ، ومثل مرض ولسون وأمراض تكدس الجليكوجين في الكبد .
3ـ فشل الكب(المعطى):، كما في الالتهاب الكبدي الفيروسي أو التسمم بجرعة ضخمة من باراستيامول.
4ـ ورم الكبد الخبيث (السرطان) : كان هذا في بواكير عمليات زرع الكبد من أهم دواعيه ، ولكن تناقصت الآن أهميته ، بعد أن اتضح أن الورم يعود مرة أخرى بعد الزرع ، ربما لاضطرار المتلقي إلى استعمال أدوية كبت المناعة باستمرار لمنع لفظ الطعم ، وعلي أي حال ، إذا كنا سنزرع ، فيجب أن يكون الورم الخبيث من النوع الأولى (لا من الأورام الثانوية ) ، وألا يزيد حجمه على 6 سم ، وألا يصاحبه تليف بالكبد ولا عقد لمفية ثانوية (تساعد على كشفها أشعة الكمبيوتر المقطعية ) .
5 ـ أمراض أخرى متنوعة ، أهمها مرض "بض وكياري".
أما الموانع لزرع الكبد فبعضها مطلق وبعضها نسبي ، الموانع المطلقة تشمل التعفن (الإنتان) sepsis خارج الكبد وقنواته الصفراوية ، والعدوى بمرض الإيدز ، ثم الموانع القهرية لأسباب نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية ،وأما الموانع النسبية فمنها سن المريض ،نحن نفضل ألا يزيد سن المتلقي على الستين ، وإن كان الزرع قد تم بنجاح في البعض حتى سن السابعة والسبعين ، وهناك موانع نسبية أخرى ، منها حالة القلب مثلاً ، أو صعوبات جراحية فنية كتجلط الوريد البابي ، أو وجود وصلة بين الوريدين البابي والأجوف ، أو وجود جراحات سابقة ومعقدة في أعلى البطن يمكن أحياناً تجاوزها .
خريطة دليل الكبد | السابق |