ثانياً: الأعراض والعلامات

الاستسقاء يتجمع إما سريعاً مفاجئاً ، وإما بطيئاً مخاتلاً ، الاستسقاء المفاجئ يعقب عادة عرضاً حاداً يزيد من فشل الكبد ، ويخفض زلال الدم ، كما في النزف من دوالي المرئ ، أو عدوى يصاحبها إسهال شديد ، او عقب عملية جراحية كبيرة ، مثل هذه الحالات العارضة يمكن علاج أسبابها المباشرة والتخلص من الاستسقاء الطارئ .
أما الاستسقاء البطئ المخاتل ، فهو أصعب علاجاً ، وأسوأ مآلاً ، لأن أسبابه مزمنة وعصية على الشفاء ، يسبق تجمع السائل في البطن ، ويصاحبه عادة ، تجمع الريح في الأمعاء ، "الريح قبل المطر" كما قالوا ، وهذا يزيد من انتفاخ البطن ومن الشعور بالضيق وكتمه النفس .
يكون المريض عادة هزيلاً أعجف ، تتناقض نحافة أطرافه مع امتلاء البطن وانتفاخه ، وقد يبرز فتق السرة أو في الأربية ، وتحتقن الأوردة الجانبية فتبدو واضحة في جدار البطن ، يتجمع السائل عادة في الخاصرتين (جانبي البطن ) ، وهذا يميز امتلاء البطن من أسباب أخرى كالحمل أو كالكيس المبيضي ، حيث يكون الانتفاخ في وسط البطن وتكون الخاصرتان خاليتين ، ويمكن التأكد من تجمع السائل حراً في تجويف البطن بتقليب المريض على جنبه يمنة ويسرة .
وفي مرضى تليف الكبد ، قد يصعب جس الكبد والطحال إلا بنخسه إذا كان الاستسقاء ضخماً ومشدوداً ،وقد سجل حجم السائل المستسقى في بعض التقارير ، فبلغ 70 لتراً في مريض واحد!.
يعقب الاستسقاء ، أو يصاحبه ، ارتشاح الماء في القدمين (أوديما) ، وقد يشمل أيضاً كيس الخصية (الصفن) ، ويضغط امتلاء البطن بالسائل على الحجاب الحاجز فيرفعه ، ويزاحم الرئتين في التنفس ، ويزداد الضيق إذا تسرب جزء من سائل الاستسقاء إلى تجويف البلورا (غشاء الرئة) ، ويكون الوريد الودجي محتقناً ، اما البول فيقل حجمه ويزداد تركيزه فيصبح غامق اللون .
خريطة دليل الكبد السابق