جـ ـ التاريخ الطبيعي للحصيات المرارية

حصيات كيس المرارة قد تظل ساكتة(صامتة) بلا أعراض ، وقد قدرت فترة الصمت بين بدء تكوين الحصى وظهور الأعراض اللازمة لاستئصال المرارة باثني عشر عاماً في المتوسط ،وكما هي العادة ،يفضل الباطنيون أن تترك الحصاة ساكتة "في حالها" ، أما الجراحون فيؤثرون الجراحة ،والرأي السائد الآن ألا نلجأ إلى استئصال المرارة ، كإجراء وقائي لمنع ظهور سرطان المرارة بسبب حصاة صامتة ، فقد اتضح أن هذا الاحتمال نادر الحدوث ،وهو قطعاً أقل خطراً من مضاعفات استئصال المرارة .
لكن حصيات كيس المرارة قد تسبب أعراضاً وعلامات ، أهمها : المغص المراري ، التهاب كيس المرارة الحاد والتهابها المزمن ، ثم انحشار الحصاة في عنق المرارة أو تحركها إلى القنوات المرارية .
المغص المراري ألمه شديد ، يحس في فم المعدة أو في المراق الأيمن (جانب البطن الأيمن العلوي) ، وقد يصاحبه قئ ، ولكن لا يصحبه عادة ارتفاع في درجة الحرارة أو تغيرات شاملة في سائر الجسم ، كما هو الحال في التهاب المرارة الحاد ، ويجب تمييز المغص المراري من الآلام الأخرى ، كالقرحة الهضمية ، وفتق الحجاب الحاجز ، والتهاب البنكرياس الحاد ، أمراض الشرايين التاجية : الذبحة ،واحتشاء عضلة القلب .
أما التهاب كيس المرارة الحاد والمزمن ، فسنرجئه إلى موضوع آخر في هذه المدونة ، بقى أن نقول إن انحشار حصاة المرارة في عنقها أو في قناتها قد يسبب تجمع الصديد فيها ، وقد تصاب بالغنغرينا ، أو تنثقب ، أو تنفذ في الأمعاء وتكون معها ناسوراً ، ومن خلال هذا قد تنحشر في الأمعاء وتسبب انسدادها ـ وهو أمر نادر الحدوث.
حصيات القنوات المرارية ، إذا كانت صغيرة ، تتحرك من خلال "قارورة فاتر" ,"حلمة الاثنا عشري" فتسبب مغصاً مرارياً ، ويرقاناً مؤقتاً ، وقد تسبب أيضاً التهاب البنكرياس الحاد ، أما إذا انحشرت الحصاة في قناة الصفراء المشتركة ، فالنتيجة هي اليرقان الانسدادي ،وقد تغزو البكتريا القنوات وتسبب التهاب القنوات المرارية .
خريطة دليل الكبد السابق