بزل البطن لفحص عينة من سائل الاستسقاء يفيد كثيراً ، نحن نميز بين نوعين من سوائل الاستسقاء : الرشيح transudate ، والنضيح exudate .
الرشح سائل خفيف قليل الكثافة ، قليل البروتين (أقل من 2جم%) ، قليل الخلايا ـ هو في الحقيقة بلازما راشحة من الأوعية الدموية ، شبيهة بقوام البول ولونه ، وهو ما نتوقعه في حالات تليف الكبد البسيطة .
أما النضيح فسائل كثيف ، غير شفاف ،غني بالبروتين ، غني بالخلايا ، لأنه في الواقع ناضح من التهاب الأنسجة أو من تساقط خلايا الأورام التي تسبح في التجويف البريتوني ، مثل هذا النضيح يدعونا دائماً إلى الحذر وإلى مزيد من الفحص ، لأنه لا ينتج من تليف كبدي بسيط ، وعلينا أن نفكر في الاحتمالات الأخرى :
1ـ التهاب البريتون قد ينشأ تلقائياً أو ثانوياً ، أكثر أنواعه شيوعاً هو عدوى ميكروبية تلوث سائل الاستسقاء في مرضى تليف الكبد ، علاماته وجع البطن ، ألم عند جسه ، ارتفاع الحرارة ،وزيادة في كرات الدم البيض ، وأحياناً تكون هذه العلامات غائبة ،ويكون مثار الشك الوحيد هو التدهور المفاجئ في حالة الكبد ، علينا إذن أن نفحص سائل الاستسقاء فحصاً بكتريولوجياً (فيلم ومزرعة ) لتحديد الميكروب المسئول ، ويمكن أن نسعف المريض بمضاد حيوي واسع المجال انتظاراً لنتائج المعمل.
أما الالتهاب البريتوني الدرني فهو أيضاً قد ينشأ أولياً ،أو مضاعفاً لتليف الكبد والاستسقاء ، والالتهاب البريتوني الدرني شائع في مصر والدول النامية ، خاصة في الأطفال والشباب ، علاماته وجع البطن وألمه عند جسه ، وفحص اليد قد يحس بالتصاقات الأمعاء أو تضخم العقد اللمفية ، أما سائل الاستسقاء فيكون محدود الكمية او محصوراً في تجمعات قليلة بين الالتصاقات ، ملمس البطن عموماً يشبه بملمس العجين ، والمريض عادة نحيف ضعيف غزيز العرق ، أمعاؤه مضطربة بين الإسهال والإمساك ، مثل هؤلاء المرضى يجب أن نفحصهم للدرن : أشعة الصدر ، اختبار الجلد (تيوبركلين) ، فحص السائل البريتوني للخلايا وللبكتريا ، فحص التجويف البريتوني بالموجات فوق الصوتية أو بالمنظار البريتوني ،وقد نلجأ أخيراً إلى علاج الدرن بالأدوية الكيميائية علاجاً مبدئياً (إمبريقياً ) إذا أعيتنا الحيل .
2ـ الأورام ، خاصة السرطان ، هو أول ما نفكر فيه إذا كان سائل الاسسنوات.دمي ، أو كان المريض متقدماً في السن ، لأن السن المتقدم هو سن الأورام ، نحن نبحث عن أورام الكبد : سرطان الكبد الأولي آخذ في الانتشار مع تليف الكبد والتهاباته الفيروسية ، وقد كشفت لنا الموجات الصوتية عن كثير من هذه البؤرات المريبة في مراحلها المبكرة ، ثم سرطان الكبد من ثانويات أخرى منتشرة من الجهاز الهضمي أو غيرها ، أو ناشئة أصلاً من البنكرياس مثلاً ، كلها احتمالات مطروحة علينا أن نتفحصها ، نعتمد في ذلك على فحص عينة سائل الاستسقاء فحصاً خلوياً (ستولوجيا) بحثاً عن الخلايا السرطانية ، وأحياناً نفرغ الجزء الأكبر من سائل الاستسقاء حتى نستطيع أن نتفحص الكبد وسائر محتويات البطن باليد الفاحصة .
هناك طبعاً وسائل أخرى لفحص الأورام ، منها الدالات المعروفة ، مثل ألفا فيتو بروتين ،ومنها أيضاً عينة الكبد الموجهة بأشعة الكمبيوتر المقطعية إلا أننا نود أن ننبه إلى ملاحظات معينة في مرضى الاستسقاء تثير دائماً الشك في احتمال السرطان :
ــ ظهور الاستسقاء لأول مرة في كبار السن .
ــ التدهور السريع والمفاجئ في مريض الكبد بعد أن ظل مستقراً لعدة سنوات .
ــ ظهور الاستسالاستسقاء،ره ، دون تورم وارتشاح في القدمين (أوديما).
ــ صعوبة علاج الاستسقاء ، وعدم استجابته للعلاج بمدرات البول .
ـ سرعة امتلاء البطن بالاستسقاء بعد علاجه بالأدوية أو بالبزل.
ــ تجلط الوريد البابي وانسداد ، كما تبينه الموجات فوق الصوتية .
ــ اصطباغ سائل الاستسقاء بالدم عند فحص العينة .
3ـ احتقان الكبد ، وهذا يحدث على مستويات ، كما في انسداد الأوردة الكبدية (مرض"بض" و"كياري") أو التهاب التامور (غشاء القلب) المزمن ، هذه الحالات يصاحبها تضخم ملحوظ في حجم الكبد ، يتدفق منه اللمف غزيراً ، ويكون الاستسقاء ضخماً ، وسائله كثيفاً وغنياً بالبروتين ، وهناك طبعاً وسائل الفحص الأخرى المعروفة ، كالتصوير بالأشعة ، او بالموجات فوق الصوتية .
خريطة دليل الكبد | السابق |