جـ ـ أورام الكبد الثانوية

الكبد ينفرد من بين سائر الأعضاء بأن له مورد مزدوجاً للدم : الشريان الكبدي والوريد البابي ، وكل منهما يمكن أن يكون مصدراً للقذائف السرطانية المنطلقة من الأورام الأولية ، فتستقر في الكبد ، ويصبح مصيدة للأورام الثانوية ، وهو لذلك أكثر الأعضاء إصابة بها وفيه تستقر الثانويات من ثلث الأورام السرطانية على إطلاقها ، ومن نصف سرطانات المعدة والأمعاء والثدي والرئة ، هذه الأورام الثانوية في الكبد ، قد تكون قليلة جداً وصغيرة جداً ،أو كثيرة جداً وكبيرة جداً تزحم الكبد وتضخمه .
الأعراض ، في بدايتها ، تعتمد على الورم الأولي في المعدة أو القولون مثلاُ ، ثم تفرض الثانويات أعراضها : تضخم مؤلم بالكبد ، وسطحه مبثوث بالعقد الصلبة ، وبعضها يتآكل وسطها ويلين فتصبح أشبه بالصرة ، الطحال قد يتضخم ، واليرقان منعدم أو طفيف ، والاستسقاء يصاحب بعض الحالات ، ويمكن أحياناً أن نعثر على الخلايا السرطانية في عينة منه .
ثم هناك مضاعفات أخرى كورم القدمين من ضغط الكبد الوارم على الوريد الأجوف السفلي ، أو انسكاب بلوري أيمن ، او ظهور عقد لمفية فوق الترقوة اليمنى ، ارتفاع طفيف في الحرارة شائق ، كذلك زيادة ملحوظة في عدد كرات الدم البيض ، أما وظائف الكبد فأكثرها طبيعي ، إلا إنزيم الفوسفاتاز القلوي فقد يكون مرتفعاً ، ومن دلالات الأورام قد يكون الــ CEA ( Carcin –Embryonvic Antigen ) إيجابياً ، أما الألفافيتوبروتين فلا علاقة له بالأورام الثانوية .
والفحص التصويري بأنواعه (أشعة سينية ، نظائر مشعة ، موجات فوق صوتية ، أشعة الكمبيوتر المقطعية ، الرنين المغناطيسي ) كله مفيد في التشخيص ، وقد يساعدنا في توجيه الإبرة لأخذ عينة من الورم ، هذه العينة تكتشف لنا عادة عن سرطانية الورم ، وقد تحدد لنا بدقة نوع الورم الأولي وطبيعته إذا كانت مطابقة ، إلا أن الإصرار على ذلك مطلب أكاديمي أكثر منه عملياً ، لأن العلاج محدود وفرص الشفاء ضيقة .
العلاج يعتمد على الأدوية الكيماوية ، مثل "فلورو يوراسيل" و " ميتوزانترون" و " ميثوتركسات" ، وأحياناً نحقنها موجهة إلى الورم عن طريق الشريان الكبدي ، وفي حالات قليلة يكون الورم الثانوي في الكبد وحيداً ، صغيراً ، سطحياً ، بطئ النمو ـ خاصة إذا كان الورم الأولي في القولون أو المستقيم ـ عندئذ قد يجرؤ الجراح ، ويحاول أن يستأصل الورم الثانوي ، إضافة إلى الورم الأولي .
خريطة دليل الكبد السابق