أولاً: تحاليل وظائف الكبد

اختبارات الكبد المعملية كثيرة ، أكثرها شيوعاً واستعمالاً : التحليلات الكيميائية لاختبار وظائف الكبد ، لكن أنواعاً أخرى يحتاج إليها عادة لتقييم حالة الكبد ، منها : صورة الدم وفحوصه المختلفة ، والتحاليل المناعية ،والميكروبيولوجية ، وعشرات أخرى يضيق عنها المجال لذكرها تفصيلاً .

أولاً : تحاليل وظائف الكبد : 
تقسم عادة إلى أربع مجموعات من التحاليل ، غرضها تقييم كل مجموعة من وظائف الكبد الأربع الرئيسية ،وهي في الوقت ذاته تكشف عن مكونات الكبد التشريحية والبنائية الأربعة الرئيسية ، وإليك بيانها :

1ـ وظائف الخلايا الكبدية نفسها ، التي تخلق الكثير من عناصر الجسم الأساسية مثل زلال البلازما الذي يحافظ على توازن البروتين والماء في الجسم ، ومثل البروثرومبين اللازم لتوازن تجلط الدم ، ومثل الإنزيمات (ترانسامينازات GPT ; GOT ) المساعدة في التفاعلات الكيميائية ، والتي تحرص خلايا الكبد على الاحتفاظ بها ، حتى إذا التهبت أو ماتت تسربت الإنزيمات منها إلى مجرى الدم فارتفعت نسبها . 

2ـ وظائف الصفراء وغيرها من المواد الأخرى التي يتعامل معها الكبد ويعمل على إفرازها ،وأهمها نسبة البليروبين في الدم (مقترن وغير مقترن ، أي مباشر وغير مباشر) ،ونسبة اليوروبيلين (جين) في البول ،وإنزيم الفوسفاتاز القلوي AP وشبيه إنزيم جاما جلوتاميل ترانسببتيداز GGT، وكلاهما ترتفع نسبته في حالات الانسداد المراري ، إلا أن الثاني قد يرتفع أيضاً مع اختلال خلايا الكبد في حالات الخمر (الكحول) ومضار بعض الأدوية . 

3ـ وظائف الجهاز الشبكي البطاني ، وهو كما قلنا جزء أساسي في بناء الكبد ، وينتشر أيضاً في أنسجة الطحال والعقد اللمفية ونخاع العظم وغيرها من الأنسجة ،ويقوم هذا الجهاز بتخليق الجلوبيولينات ،وهي بروتينات الدم التي نميزها بطريقة "الاستشراد الكهربائي Electrophoresis" لإمرار تيار كهربائي في البلازما يفصل الزلال ، الذي هو نتاج وحيد للخلايا الكبدية ، عن الجلوبيولينات ،وخاصة فصيلة جاما جلوبيولين ، التي هي نتاج النسيج الشبكي البطاني وترتفع نسبته في الالتهاب الكبدي المزمن وفي تليف الكبد. 

4ـ وظائف الأوعية الدموية التي تتخلل جسم الكبد من شرايين وأوردة وجييبات ، هذه نكشف عنها بصبغ خاص مثل بروم سلفالين Bromsulphalein أو إندوسيانين الأخضر Indocyanin Green، نحقنها في الدم ونحسب مدى تصفيتها من الكبد كمقياس لمرورها من خلال أوعيته الدموية . عندما نطلب من المعمل ، أو نتلقى منه ، تحاليل كيميائية كثيرة عن وظائف الكبد فإننا لا نتسقط فيها أي اختلال يدل على المرض كيفما اتفق ، بل نحاول أن نستشف من هذه النتائج معنى معيناً ونمطاً محدداً لموقف الكبد ، آخذين في الاعتبار دائماً أن الكبد هو في الحقيقة أربعة أعضاء في واحد ، أو قل هي أربع وحدات في كبد واحد ، كل وحدة منها بنائية ـ وظيفية في آن واحد : وحدة الخلايا الكبدية (تخليق) ، وحدة الصفراء (إفراز) وحدة النسيج الشبكي البطاني (مناعة ) ،وحدة الأوعية الدموية (دوران الدم). خذ مثلاً نسبة البروتينات في الدم ، قد تبدو لأول وهلة طبيعية (مثلاً 7جم) ولكننا إذا فصصناها إلى مكوناتها ، الزلال مثلاً 2 جم والجلوبيولين 5 جم وجدنا النسبة بينهما مقلوبة ،وكان ذلك دليلاً على مرض شديد بالكبد كالتليف (عجز في تخليق الزلال من الخلايا الكبدية ،ونشاط مرضي في مناعة النسيج الشبكي المنتج لجاما جلوبيولين). أو خذ مثلاً نسبة البليروبين (الصفراء) في الدم إذا كانت مرتفعة في حالات اليرقان فإننا لن نفهم مغزاها وسببها إلا إذا فككنا البليروبين إلى مباشر (مقترن) وغير مباشر (غير مقترن) ، نظرنا أيضاً إلى الإنزيمات:
بليروبين
بلبروبين
إنزيمات خلوية
إنزيمات إفرازية
غير مباشر
مباشر
GPT
GOT
GGT
AP
يرقان خلوي(التهابي)
+          +
+
++
++
+أو+
+
يرقان قنوي(انسدادي)
+
++
+
+
++
++
خريطة دليل الكبد السابق