قد يعقب الالتهاب الحاد ، ولكنه في أكثر حالاته ينشأ مخاتلاً ، أي بطيئاً ومستمراً ، تتخلله نوبات من الالتهاب الحاد ، أسبابه ، مرة أخرى ، هي الخمر والحصيات المرارية ، وفي بلاد المناطق الحارة يبرز سوء التغذية كسبب مهم لالتهاب البنكرياس المزمن .
وفي هذاالتشخيص،سد قنوات البنكرياس ويتليف ، وقد تترسب فيه أملاح الكالسيوم وتكون حصيات ، أهم أعراضه ألم البطن ، وهو يحس في فم المعدة ، او في المراق الأيمن أو الأيسر ، وينتشر عادة إلى وسط الظهر ، ويخفف من شدته أن ينحني المريض جاثياً ، وأهم مضاعفاته الإسهال الدهني (من ضياع إنزيم الليباز اللازم لهضم الدهنيات) ،والبوال السكري (من ضياع الإنسولين اللازم لأيض السكريات) ، ونقص وزن الجسم (من فقد الغذاء) ، وأحياناً يضغط البنكرياس المتليف على القناة الصفراوية المشتركة فيسبب اليرقان .
ويعتمد التشخيص ، كما قلنا ، على وسائل التصوير المختلفة ، وعلى تلوين قنوات البنكرياس والجهاز المراري بالمنظار ، وعلى تحليل الدم للسكر ، والبراز لنسبة الدهن فيه .
والعلاج أغلبه باطني ، بتعويض إنزيم الليباز عن طريق الفم ، وتعويض الإنسولين حقناً لمرضى السكر ، وفي غذاء هؤلاء المرضى ننقص نسبة الدهنيات فيه ، أما الكحول فيستبعد تماماً ، وللألم الشديد المسكنات ،ويستحسن تجنب مشتقات الأفيون مخافة الإدمان ، أما الجراحة ، فنلجأ إليها أحياناً لفتح قناة البنكرياس المسدودة ، أو لتصريف اليرقان الانسدادي ، أو لاستئصال الكيس الكاذب إذا تكون .
خريطة دليل الكبد | السابق |