رابعاً : الفحص والتشخيص

يظهر البليروبين فيكثيراً:بكراً قبل ظهور اليرقان ، ويساعد ذلك في تشخيص الحالات المبكرة وتمييزها من نزلات البرد والنزلات المعوية ، أما البراز ، على العكس من البول ، فيبهت لونه أولاً ، حتى إذا عاد إليه اللون كان ذلك علامة طيبة تبشر بالشفاء . 

صورة الدم لا تكشف كثيراً : نقص في الكرات البيضاء ، وارتفاع في سرعة الترسيب ، إلا أنها تساعد في التفريق بين الالتهاب الفيروسي وأمراض أخرى مشابهة ، منها مثلاً الحمى الغددية ،والأنيميا الناجمة من تحلل الكرات الحمراء. كيمياء الدم تبين ارتفاع نسبة البليروبين وانخفاض نسبة البروثرومبين ، أما بروتينات الدم (الزلال والجلوبيولين ) فلا تهتز كثيراً ، وأهم من ذلك نسبة الإنزيمات (الترانسامينازات GPT; GOT) فهي دائماً مرتفعة ، حتى في الحالات التي لا يصاحبها اليرقان ، نتوقع لها أن تعود إلى معدلها الطبيعي خلال أسابيع ، فإذا استمر ارتفاعها لأكثر من ستة أشهر ، وكان ذلك نذيراً بالإزمان والحاجة إلى أخذ عينة من الكبد .

أما عينة الكبد فيندر أن نطلبها لتشخيص التهاب الكبد الفيروسي الحاد ، إنما نلجأ إليها في الحالات الغامضة كالتهاب الكبد التسممي من مواد كيماوية أو من أدوية ، أو في حالات الانسداد المراري الجراحي (وأكثرها يمكن تشخيصه بالتصوير والمنظار).
يبقى ذلك قطاع كبير ومهم وهو الفحص المناعي والسيرولوجي لتشخيص أنواع الفيروسات المختلفة : دلالاتها ، ومولدات المضادات (الأنتيجينات ) والأجسام المضادة ـ وسنرجئ هذا إلى الكلام التفصيلي عن أنواع الالتهاب المختلفة .
خريطة دليل الكبد السابق