ثالثاً: الأعراض والعلامات

الصورة الإكلينيكية لالتهاب الكبد الفيروسي واحدة ، بالرغم من اختلاف أنواع الفيروسات ، ومع فروق معينة ، وتتفاوت هذه الصورة تفاوتاً بيناً ، فقد يصاب المريض بالعدوى دون أن يحس بأية أعراض أو يرقان ،وبخاصة الأطفال ، بينما آخرون تشتد عليهم الأعراض ويداهمهم المرض ، فيموت منهم البعض ،والبعض يزمن فيه الالتهاب .

وفي الحالة التقليدية يمر المريض بأمارات وبوادر مبكرة في الأيام القليلة الأولى ، منها : التوعك والضيق ، فقد الشهية (بما في ذلك التدخين والخمور ) ، غثيان أو قئ أو إسهال أو إمساك ، صداع وأوجاع في العضلات ، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة ، ألم في فم المعدة أو في الجانب الأيمن العلوي من البطن .

ثم يظهر اليرقان ،وعلامته أن يصبح لون البول غامقاً والبراز فاتحاً ، وتتراجع الأعراض ، فيستعيد المريض شهيته ، ويزول ألم البطن وارتفاع الحرارة ، ولكن الحكاك (الهرش) قد يظهر لأول مرة ، هنا يحس الكبد عادة أملس ، ولكنه مؤلم بعض الشئ ، وقد يحس الطحال أيضاً ، وتنتهي مرحلة اليرقان عادة خلال أسابيع قليلة ، ولكنها قد تورث الإعياء والاكتئاب لفترة ، وقد تنتكس الحالة بعد التسرع في استئناف النشاط المجهد .
 وهناك حالات من التهاب الكبد الفيروسي ، خاصة من النوع (أ) ، يطول فيها اليرقان لمدة شهور حتى يشبه الانسداد المراري الجراحي ، وقد يحتاج الأمر إلى فحوص خاصة وإلى أخذ عينة من الكبد ، ولكن مثل هذه الحالات تنصرف عادة انصرافاً كاملاً دون أي تدخل جراحي. رابعاً:الكبد المداهم ، وهو نادر ، فيتمكن من المريض خلال عشرة أيام ، ويكون اليرقان عادة قاتماً ، والذهن مشوشاً ، والقئ متكرراً ، والنفس منتناً ، ونزف الدم منتشراً ، والكبد صغير الحجم حتى كأنه ذاب ، ثم تعم الغيبوبة وترتفع الحرارة ويندر أن يعيش المريض .
خريطة دليل الكبد السابق